كرمت منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط «أوبك» رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا للجهود التي ظل يبذلها في سبيل استقرار السوق النفطية منذ سنة 1971 والتي تعززت بموجب اتفاق الجزائر الذي جمع بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة والذي كان له الفضل في توازن السوق بعد الأزمة التي عاشتها. وجرى حفل التكريم على هامش انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق خفض إنتاج النفط لدول «أوبك» وخارجها أمس بفندق الأوراسي بعد مرور عامين عن إمضاء الاتفاق التاريخي الذي وحد مواقف الدول المنتجة والمصدرة للبترول من داخل ومن خارج المنظمة. وتسلم هذا التكريم نيابة عن رئيس الجمهورية الوزير الأول، السيد أحمد أويحيى بحضور الطاقم الحكومي اعترافا بجهود رئيس الجمهورية الذي اتخذ المبادرة الرامية إلى إحداث توازن السوق بعد التذبذبات التي عاشتها من خلال تعين ومبعوثين جزائريين لكل الدول المنتجة والمصدرة ودعوتها للجلوس إلى طاولة الحوار والتشاور للخروج بحلول من شأنها التحكم في الأزمة التي أدت آنذاك إلى انهيار أسعار النفط، حيث تمكنت المبادرة بالخروج باتفاق ايجابي أدى إلى قرار خفض الإنتاج ومكن من رفع الأسعار التي عرفت قبل ذلك عدة تذبذبات. واعترف رئيس منظمة «أوبك» ووزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي، الذي أشرف على حفل التكريم بالجهود التي بذلها رئيس الجمهورية، قائلا «عندما تنغلق الأبواب وتضيق السبل، نرجع دائما للجزائر للاستفادة من قراراتها الحكيمة التي تخدم استقرار السوق البترولية». مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة كان دائما يدعم «أوبك» ويحرص على مبدأ التشاور والحوار للوصول إلى إجماع قصد الخروج بقرارات صائبة. ومن جهته، ذكر الوزير الأول أحمد أويحيى في كلمة ألقاها بالمناسبة بنضال الجزائر الدؤوب منذ عدة سنوات من خلال مشاركتها بصفة نشيطة لدى الأممالمتحدة وعلى مستوى «أوبك» وحتى على أرضها من خلال معركة تأميم المحروقات في سنة 1971. وإن اعترف السيد أويحيى بالتغيرات التي عرفها المحيط الدولي منذ ذلك الوقت، غير أنه أشار إلى أن التحديات تبقى نفسها بالنسبة للبلدان المنتجة للمواد الأولية، مؤكدا تمسك الجزائر بحق البلدان المنتجة لهذه المواد الأولية في الاستفادة من سعر عادل لهذه الثروة لفائدة تنميتها. وهو السياق الذي دعا من خلاله البلدان المجتمعة لاتخاذ قرارات تساهم في ضمان سعر عادل لبرميل البترول في السوق الدولية بصفة مستدامة. وأضاف الوزير الأول أن أسعار المحروقات لا تزال تشهد بصورة دورية تقلبات خطيرة مصحوبة بعواقب مالية واقتصادية جد مؤلمة بالنسبة للبلدان المنتجة، الأمر الذي يجعل الجزائر التي ساهمت بفعالية في تجنيد تضامن البلدان المنتجة للبترول العضو وغير العضو في «أوبك» تعرب عن ارتياحها للنتائج التي أثمرتها هذه الديناميكية. وفيما يخص التكريم الذي خصصته المنظمة لرئيس الجمهورية فال السيد أويحيى أنه تكريم مستحق لأحد أنشط مناضلي قضية بلدان الجنوب المنتجة للمواد الأولية وخاصة الدفاع عن حقوق البلدان المنتجة للمحروقات، مذكرا بأن رئيس الجمهورية ترك بصمته سنة 1973 عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية في قمة الجزائر لبلدان عدم الانحياز التي أدرجت في أجندة هذه الحركة التحررية قضية التنمية الاقتصادية لبلدان الجنوب كضرورة مكملة لاستقلالها. بالإضافة إلى دعوته سنة 1974 عندما ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عقد دورة طارئة لهذا المنتدى العالمي لمناقشة مطلب البلدان المنتجة للمواد الأولية من أجل تنمية دولية أكثر عدلا. إلى جانب مشاركته الحاسمة في تحضير وإنجاح القمة الأولى لدول «أوبك»، حيث كان لهذا المؤتمر تأثيرا في دور هذه المنظمة ومكانتها في الساحة العالمية. ليواصل بعدها سنة 1999 بصفته رئيسا للجمهورية المساهمة في أول تعاون بين بلدان المنظمة وخارجها من أجل تقويم أسعار برميل البترول بعد تراجعها الرهيب الذي دام أكثر من سنة. وهي مساعي تعززت – يقول السيد أويحيى – سنة 2008 باحتضان الجزائر للاجتماع الوزاري ل»أوبك» الذي كان منطلقا لتقويم أسعار المحروقات التي تأثرت جراء الأزمة المالية العالمية، ليتبعها بمبادرته سنة 2015 التي تكللت باجتماع توصل الى التوقيع على اتفاق الجزائر في سبتمبر 2016 كان له الفضل في الاستقرار الذي تعيشه السوق حاليا.