ووري بعد ظهر أمس، بمقبرة بوزوران بباتنة، جثمان الممثل المسرحي بوزيد محي الدين أحد أعمدة المسرح بباتنة، الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي بمستشفى باتنة الجامعي عن عمر ناهز 56 سنة بعد صراع طويل مع المرض أقعده الفراش لمدة طويلة تاركا وراءه إرثا فنيا مسرحيا و3 بنات كلهن جامعيات. توافد منذ الساعات الأولى غفر من المعزين ورفقائه في قطاع الثقافة وزملائه في المسرح وأقاربه بالمكان المخصص لنعش المرحوم لإلقاء النظرة الأخيرة عليه والترحم على روحه. جرت هذه المراسم، بحضور وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي ووالي ولاية باتنة السيد عبد الخالق صيودة، والسلطات المدنية والعسكرية ونخبة من الفنانين وجموع المواطنين وأفراد أسرته وأقاربه، إلى جانب العشرات من المسرحيين والصحفيين. يعد الفقيد من المسرحيين الموهوبين منذ أن كان طالبا بثانوية صلاح الدين الأيوبي، سنة 1982، وبالرغم من توقفه عن الدراسة سنة 1985 إلا أنه لم يتخل عن المسرح بحيث انخرط في فرقة "إيزوران" بدار الثقافة، والتي أنتج معها مجموعة من الأعمال المسرحية منها "قافلة تسير". وعرف من خلال أعماله الفنية الحافلة بالإنجازات بمواقفه الثابتة، حيث تعامل طيلة مساره المهني مع وجوه مسرحية معروفة، ممن تركوا أثرا عميقا في المسرح الجزائري. كما كانت له مغامرة سنة 1988 مع فرقة شبانية تحت اسم "أريس" وهذه المرة كمخرج لمسرحية "قال يا ما قال" وفي السنة الموالية، أسس جمعية المسرح الحر المسيرة رفقة أعضاء آخرين، ثم نائبا للرئيس قبل أن يترأسها. ومن إنجازاته طيلة مشواره الفني، مجموعة أعمال مسرحية "قال يا ما قال"، الهوية"، "حتى لا ننسى"، "الطاروسة" "الأجراس"، إلى جانب مجموعة من النصوص المسرحية منها: "الأميرة ياقوت"، عائلة العمالقة"، ربيع الأطفال" ومونولوج الطاروسة". كما شارك المرحوم، وهو معاق تحدى إعاقته في عدة أدوار مسرحية منها "احنا هما احنا"، ابن الضباب"، "القافلة تسير"، "قال يا ما قال" أو باب الراي، "الهوية"، "خمسون سنة بعد النزيف"، "عودة هولاكو"، الحب في بلاد الحجر"، "لوشام"، "العقد"، "ضفة الأحلام"، "ملحمة الأوراس"، "حتى لا ننسى وجه الخير". من ضمن الأعمال التلفزيونية التي تقمص فيها أدوارا مهمة، "بين يوم وليلة" ،«وين الهربة"، "جحا"، "دوار الشاوية"، "الوجه الآخر"،"التعذيب" و«بساتين البرتقال".