أجمع الأطباء المشاركون في أشغال اليوم الإعلامي والتحسيسي حول التدخين، بالمستشفى الجامعي "نذير محمد" في تيزي وزو، على أن التدخين أصبح مشكلة صحة عمومية أمام تنامي عدد الوفيات في أوساط المدخنين، نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة، لاسيما السرطان، داعين إلى التحسيس أكثر بأخطار وسلبيات التدخين لحماية الصحة والبيئة من التلوث. أكد الدكتور عبد العزيز في مداخلته، أن 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين، مشيرا إلى أن محتوى السيجارة عبارة عن مزيج من المواد السامة، وأنّ مادة النيكوتين تمر مباشرة في الدم، مما يؤثر على النظام العصبي ونظام الدورة الدموية، ومع الوقت يؤثّر على جهاز التنفس، حيث تنسد خلايا الدفاع بالدورة الدموية، وتتراجع عن الدفاع ضد العدوى. مؤكدا أن جهاز التنفس هو المستهدف الأساسي للتدخين، حيث خلص إلى أن التدخين يرفع من خطر الالتهاب الرئوي بسبب عدد السجائر التي يدخّنها الشخص، حيث عرض نتائج التوقف عن التدخين التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض، كالنوبات القلبية، كما شرح علاقة التدخين بمرض الربو، وأكد أن التدخين بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض الربو يعد عاملا مثيرا، تتأزم بسببه حالة المريض. أعقب الدكتور احجاجن، في محاضرة حول سلبيات التدخين، أن التدخين مشكلة الصحة العمومية في العالم، حيث عرض نتائج دارسة تقول بأنّه بعد 25 سنة من المتابعة ب 7 دول، تبيّن أن 57.7 بالمائة من المدخنين لأكثر من 30 سيجارة، توفوا بسبب التدخين، في حين صنفت المنظمة العالمية للصحة التدخين بأنه المسؤول عن 30 بالمائة من سرطان البنكرياس. قال الدكتور حماش بأنّ الجزائر أصبحت أرضية خصبة ومناسبة لتنمية التدخين، على اعتبار أن بداية التدخين يكون في سن مبكرة بمتوسط عمر يقدر ب15 سنة. وحسب تحقيق أنجز بعين الدفلى، من أصل 16 ثانوية، تم تسجيل 70 بالمائة من الذكور يدخنون، بينما في تحقيق أنجز عبر 10 ولايات، منها تيزي و زو، العاصمة، الشلف، وغيرها، تم تسجيل 40 بالمائة من الطلبة المدخنين، مقابل 12 بالمائة من الطالبات المدخنات. حسب أرقام مسجّلة في ماي 2018، فإن الجزائر تنتج 1.5 مليار سيجارة سنويا، في حين أن معدل التدخين يصل إلى 17 سيجارة في اليوم، واستقرت نسبة التدخين في 2017 بنحو 15 بالمائة من السكان، مقابل 8 بالمائة في الوسط المدرسي. كما أضاف الدكتور حماش أنّ 50 بالمائة من الحرائق يكون سببها بقايا السجائر التي تقذف في المساحات الغابية.