يعاني الكثيرون خلال فصل الخريف من مشكل تساقط الشعر بشكل كبير، الأمر الذي يشعرهم بالقلق، لاسيما النساء اللائي يهتمن بالأمر بشكل أكبر من الرجال، لكن في حقيقة الأمر، تلك الظاهرة عادية نظرا لتغير الجو المفاجئ، وكذا العوامل التي تعرضت لها فروة الرأس خلال فصل الصيف، عن كل هذا، حدثتنا الطبيبة الأخصائية في الجلد من مصلحة الطب الجواري بسيدي أمحمد، السيدة صخري، التي أشارت إلى إقبال العديدة من الفتيات من أجل الاستشارات الطبية، خاصة في هذه المرحلة من السنة، خاصة اللواتي يتشتكين من سقوط غير عادي للشعر. تصاب الكثير من الفتيات في هذه الفترة من السنة بحالة من الذعر والقلق، تقول الأخصائية، بعد ملاحظة التساقط الكثيف للشعر، لدرجة تشعر فيها الكثيرات بظهور مناطق في فروة الرأس فارغة كلية، الأمر الذي يدفعهن إلى التوجه عند أخصائيين لاستشارتهم وعلاج المشكل قبل تفاقمه. تشير المتحدثة إلى أن تساقط الشعر في موسم الخريف مشكلة يعاني منها الأغلبية، جراء تغير الطقس المفاجئ، ومن بين 5 إلى 10 حالات يومية تكون الاستشارات في هذا الصدد خوفا من فقدان الشعر كله، إلا أن الأخصائية أكدت أن تساقط الشعر بمعدل طبيعي يكون بين 100 إلى 150 شعرة يوميا في هذا الموسم، وتعتبر ظاهرة طبيعية، حيث أن الشعر يأخذ قسطا من الراحة خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر. أرجعت الأخصائية مشكل تساقط الشعر في هذا الفصل إلى تغير الجو المفاجئ من الطقس الحار إلى المعتدل تارة، والبارد نسبيا تارة أخرى، إضافة إلى العوامل الأخرى خلال فصل الصيف، بسبب الحر وضربات الشمس التي تجعل فروة الرأس حساسة و«هشة"، وتزداد حدة التساقط بسبب مشاكل أخرى، كعامل الوراثة أو بعض المشاكل الصحية في الهورمونات أو فقر الدم، حيث تعمل على مضاعفة فقدان الشعر خلال هذا الموسم. وصفت صخري هذه الظاهرة بنفس ما يحدث مع الأشجار، التي تجدها في موسم الخريف تفقد كافة أوراقها بعد اصفرارها كليا، لكي تتجدد في موسم آخر بأوراق أكثر حيوية وبلون أخضر جميل. للحد نسبيا من هذا المشكل، أو بالأحرى تخطيه بأقل أضرار، تقول الطبيبة، لابد قبل كل شيء من اتخاذ بعض التدابير الوقائية خلال فصل الصيف، كالترطيب المستمر للجسم، وارتداء قبعة تحمي فروة الرأس من أشعة الشمس المضرة لها، كما يعد من الضروري تنويع الغذاء والحرص على أن يتضمن البروتين، الحديد، الزنك، البيوتين، ومختلف الفيتامينات "ا،ج، ب« وغالبا ما ترتكز هذه العناصر في الموز، الحمضيات، الكيوي، البروكولي، الملفوف، اللفت، الشمندر، الفلفل الأحمر، الذرة، البصل، الثوم والسبانخ، بالإضافة إلى المصادر الحيوانية، مثل الكبد والتونة والديك الرومي.