أكد سفير الجزائربموريتانيا السيد نور الدين خندودي، أن الإرادة السياسية متوفرة لدى البلدين من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية برعاية خاصة من رئيسي البلدين، مشيرا إلى أن الاتفاق حول إنشاء القاعدة اللوجيستية في بئر مقراين (400 كم عن الحدود الجزائريةبموريتانيا)، يعد من أهم النتائج التي تم التوصل إليها خلال هذه التظاهرة. وأكد الدبلوماسي الجزائري في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش فعاليات تظاهرة معرض المنتجات الجزائرية بنواقشوط، أن الاتفاقية وقّعت بين مجمع «غلوبال موتورز» ومجموعة حمادي بوشرايا لخلق منطقة حرّة، فضلا عن إنشاء شركة نقل جزائرية موريتانية (50-50) تحمل تسمية «لوغام». واعتبر السيد خندودي، هذا المشروع قاعدة هامة لتصدير المواد والتجهيزات الجزائرية نحو موريتانيا ومنه نحو غرب إفريقيا، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي وبتسهيلات محفّزة من طرف السلطات الموريتانية. وبعد أن أبرز أهمية وتيرة العلاقات المتسارعة بين البلدين الشقيقين والتي ستفتح آفاقا واعدة للجانبين في مجالات الاقتصاد من تجارة واستثمارات، تطرق السفير إلى وضعية الطريق الرابط بين الحدود الجزائرية والعاصمة نواقشوط، مضيفا أن السلطات الموريتانية وعدت بإصلاح النقاط السوداء المتواجدة على مستوى هذا الطريق، قصد تسهيل عبور الشاحنات والتي تمتد من الحدود الجزائرية عبر معبر الشهيد مصطفى بن بولعيد بتندوف إلى منطقة الزويغات على مسافة 800 كم. وسيتم في مرحلة أولى تهيئة الطريق نسبيا، بما يسهل تنقل الشاحنات والبضائع في انتظار تهيئته كليا عن طريق تزفيته وإعداد إشارات الطرق ومراكز الراحة يضيف المصدر. وقال السفير إن افتتاح المعبر موازاة مع هذه التظاهرة الهامة وفي مدة قصيرة مع وصول 47 شاحنة إلى نواقشوط بعد خسارة 12 عجلة فقط، يعد نجاحا كبيرا في ربط علاقات تجارية عبر البر بين البلدين، فضلا عن فتح هذا الطريق رغم المعوقات الطبيعية التي تنتظر التهيئة والتحسين. وعرفت المبادلات التجارية بين البلدين حسب السيد خندودي قفزة نوعية حيث بلغت 50 مليون دولار في 2017، مما جعل الجزائر الممون الثاني للسوق الموريتانية على المستوى الإفريقي، كما «تمكنت أزيد من 6 شركات جزائرية من فتح قاعات للعرض بالعاصمة الموريتانية نواقشوط في انتظار نشرها في مدن موريتانية أخرى». وعرفت التظاهرة رعاية خاصة من طرف السلطات العليا في موريتانيا، حيث تم استقبال وزير التجارة السعيد جلاب، من طرف رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية محمد ولد عبد العزيز، والوزير الأول الموريتاني المهندس يحيى ولد حد أمين. ونوّه السفير بحضور ممثلي الحكومة الموريتانية لمختلف الفعاليات ممثلين في وزير الخارجية والتعاون والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إلى جانب الإشراف المباشر للوزيرة المكلفة بالتجارة والصناعة والسياحة الموريتانية السيدة خديجة تو مبارك فال. وثمّن السفير بصفة أولية الإقبال المعتبر على التظاهرة في يومها الخامس والتي لاقت اهتماما كبيرا من طرف المواطنين الموريتانيين بشتى صفاتهم بالمقارنة مع الطبعة السابقة المنعقدة من 30 أفريل إلى 06 ماي 2017. وعلى سبيل المثال بلغ عدد المشاركين في «مسابقة المعبر الحدودي الكبرى»المنظمة بمناسبة التظاهرة التي نظمتها السفارة 4000 مشارك إلى غاية 26 أكتوبر. على صعيد آخر يعرف معرض المنتجات الجزائرية بنواقشوط الذي سيدوم إلى غاية 29 أكتوبر الجاري، إقبالا كبيرا من طرف المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين وكذا الزوار، لاسيما أجنحة عرض المنتجات والمواد الفلاحية و الصناعات الغذائية، حيث سجلت طلبا كبيرا في الفضاءات المخصصة للبيع المباشر . ووجدت المؤسسات الجزائرية العارضة صعوبة في توفير عرض يستجيب للطلب حيث تشرف السلع التي تم شحنها للبيع خلال فعاليات هذه التظاهرة على النفاذ من المخازن قبل يومين عن اختتام هذه التظاهرة فيما نفذت منتجات تابعة لعلامات معينة كليا. وفي زيارته لأجنحة المعرض سهرة الجمعة التقى وزير التجارة سعيد جلاب، بالعديد من المتعاملين الجزائريين،حيث تحادث معهم حول مقومات السوق الموريتاني واستمع أيضا إلى انشغالاتهم فيما يتعلق بعمليات تصدير منتجاتهم والرسوم المترتبة عنها. وحسب السيد جلاب، فإن المفاوضات جارية حاليا حول إبرام الاتفاق التفاضلي للتجارة بين البلدين والذي من شأنه أن يعزز المبادلات التجارية الثنائية أكثر، لاسيما بعد فتح المعبر البري الحدودي بولاية تندوف والذي ينتظر حسب الوزير تهيئته أكثر لتسهيل تدفق السلع كما عرّج الوزير، على عدة أجنحة على غرار المنتجات الفلاحية ومواد الصناعة الغذائية التي صنعت الحدث بالمعرض مثل التمور وزيت الزيتون والخضر والفواكه والمعجنات بأنواعها، إلى جانب أجنحة الشركات المتخصصة في التغليف والحفظ و التعبئة.