تضرر مقر المجلس الدستوري ببن عكنون بفعل انفجار انتحاري بشاحنة مفخخة وقع عند بوابته· وحسب مصادر أمنية فإن الذي كان على متن شاحنة تبريد من نوع هيونداي انحرف بها في حدود العاشرة إلا ربع نحو البوابة، مقترفاً الجريمة البشعة، حيث أدى الانفجار إلى إحداث حفرة أمام بوابة المجلس بعمق يزيد عن المتر مفضياً إلى هلاك عدد من الأشخاص، منهم سائق حافلة للنقل الجامعي وطلبة وشرطي إلى جانب بعض المارة· كما أدى الانفجار إلى تهديم واجهة مقر المجلس الدستوري المتكون من أربعة طوابق وتضررت بعض المنشآت الأخرى المجاورة كإقامة القضاة، المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، وبدرجة أقل المجلس الإسلامي الأعلى، حيث تكسر زجاج الواجهات وتضررت عشرات السيارات التي كانت مركونة بحظائر المؤسسات المذكورة، وتلك المارة بالمكان وقتَ وقوع الحادث الإجرامي، ومنها حافلة للنقل الجامعي· وحسب بعض الشهود فإن الحافلة لم يكن بها أكثر من ثلاثة أو أربعة طلبة، يكونون قد قضوا نحبهم رفقة السائق، إلى جانب مواطن كان يقود دراجة نارية من نوع "فيسبا " وبعد دقائق معدودات من وقوع الحادث ضربت الشرطة طوقاً أمنياً على المكان فاسحة المسلك الممتد من كلية الحقوق والعلوم الإدارية إلى مفترق الطرق بالقرب من المحكمة العليا على مستوى الطريق المارمن بن عكنون إلى الأبيار لمرور سيارات الإسعاف التي كانت تصل تباعاً إلى المكان، كما شرع أفراد الشرطة العلمية في أخذ العينات من مخلفات التفجير، خاصة الشظايا المتناثرة، كما استعانت الحماية بالكلاب المدربة للعثور على الضحايا تحت الأنقاض، وراح بقية الأعوان يزيلون ما بقي من الجدران المنهارة والواجهة المحطمة، وأيضاً شاحنات ناتكوم التي تم تسخيرها لنقل الردوم، فيما كانت حوامتان تابعتان للأمن الوطني تحلقان في سماء العاصمة، خاصة على محوري بن عكنون حيدرة· وفور وقوع الجريمة تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني إلى عين المكان مرفوقاً بالمدير العام للأمن الوطني ووالي العاصمة، حيث أوضح وزير الداخلية أن الحادثين وقعا بسيارتين مفخختين، وأديا إلى سقوط 17 قتيلاً و67 جريحاً كحصيلة أولية· وأشار بعض مستخدمي إقامة القضاة الواقعة قبالة المجلس الدستوري أنه لم تسجل أي ضحايا ماعدا بعض الجرحى جراء الازدحام الذي حدث بعد الانفجار، حيث تدافع المستخدمون والطلبة القضاة وضيوف لقاء نظمته وزارة العدل تم إلغاؤه، كما لاحظنا بعض الطلبة القضاة يغادرون المكان إلى وجهات أخرى· جدير بالذكر أن طلبة كلية الحقوق أيضاً عاشوا أمس على وقع الصدمة، خاصة عند سماعهم أن طلبة منهم سقطوا ضحايا الحادث، حيث اصطف العديد منهم رفقة عدد من الفضوليين يستطلعون الأمر ويبحثون عن زملاء لهم، وراحوا ينددون بمنفذي هذه العملية الإجرامية وبالواقفين وراءهم·