استضافت جمعية "الجاحظية" مساء أوّل أمس، الأستاذة مليكة دحامنية، التي ألقت محاضرة حول مصطلح "الهرمنيوطيقا" أو فلسفة تأويل النص، التي ركّزت خلالها على التعريف بهذا المصطلح التأويلي الفهمي النقدي الفلسفي وهو فن الفهم الجديد. عرفت الأستاذة مليكة دحامنية "الهرمنيوطيقا" بأنّها فلسفة تأويل النص، وقد عرف هذا المصطلح في الفكر الغربي حيث ينسب إلى إله من آلهة الإغريق الذي اكتشف القراءة والكتابة، وهو أب الفنون. لم تعرّج الأستاذة مليكة في محاضرتها على التاريخ الإسلامي وبالأخصّ القرآن الكريم، بما أنّ المصطلح الذي هي بصدد الحديث عنه مصطلح ديني، لم تعرّف لنا التأويل في الإسلام وخصوصا القرآن الكريم، وقد ورد هذا المصطلح في القرآن وخصوصا في سورة يوسف، إلاّ أنّ المحاضرة ركّزت على المصطلح بمفهومه الغربي، أي أنّها نقلت لنا التعريفات والمفاهيم الغربية لفن التأويل إلى العربية، ونجد هذا التأويل في مصاحبة موسى للرجل الصالح كما ترويه لنا سورة "الكهف" حول أفعال الخضر، حيث أخفق موسى وجانب الحقيقة لأنّه فسّرها بتفسير الواقع، وقرأ الأفعال من خلال الواقع لا من خلال التأويل المخالف للفعل الذي ينفيه الواقع. تقول الأستاذة مليكة "الهرمنيوطيقا مشتقة من القول والتعبير والتأويل والتفسير المعلن والمكسر، هي فن الفهم الجديد، وفهم الفهم، وهي أعلى درجات التأويل". وتضيف المحاضرة "أصبح هذا المصطلح التأويلي المستخرج من الدراسات الدينية منهجا عاما في الفهم يشمل الديني وغير الديني، ومن هنا ظهرت الهرمنيوطيقا في ميدان الفنون، الفلسفة، الأدب، النفس فاتّسع مدلول المصطلح وأصبح علما عاما في الفهم". وأضافت المحاضرة أنّ "الهرمنيوطيقا" تشتغل على دراسة الإنسان الكامل والظواهر الفنية والأدبية بشكل عام، أمّا من الناحية الفلسفية فهي فهم الإنسان، هي فلسفة التأويل بحيث تضع فكرة المعنى والدلالة في قلب هذه العملية، المعاني الظاهرة والخفية في النصوص، وهي من خلال هذا تفسّر حياة الشعوب في وضع معيّن وسياق تاريخي، كما أنّها تهتمّ بالتاريخ المؤول المفسّر، أو التأويل المتعدّد الذي يفضي إلى اختلاف الرؤى بين تجربة المؤول وتجربة النص حيث تصبح النتيجة تجربة جديدة. وهكذا ركّزت المحاضرة على تعريف مصطلح "الهرمنيوطيقا" أو فلسفة تأويل النص، في دراسة علمية أكاديمية استقتها من خلال أبحاثها خلال تحضير رسالة الماجستير.