حجزت مختلف مصالح الأمن من الجمارك والدرك الوطني والشرطة والجيش الوطني الشعبي، منذ بداية العام الجاري، أكثر من 72 مليون وحدة من المفرقعات والألعاب النارية على المستوى الوطني، مما جعل الاحتفال هذه السنة بالمولد النبوي الشريف يتميز بقلة الضجيج والصخب الذي طالما ميز ليلة المولد النبي. فقد حجزت مصالح الجمارك خلال الأشهر التسعة الأولى للعام الجاري أكثر من 4ر62 مليون وحدة من المفرقعات على المستوى الوطن، في حين كثفت مصالح الدرك الوطني من جهودها في إطار مكافحة الاتجار بالمفرقعات والألعاب النارية، حيث تمكنت من حجز أكثر من 5ر7 مليون وحدة من مختلف الأنواع والأحجام في الفترة الممتدة من الفاتح جانفي 2018 إلى غاية 17 نوفمبر الجاري. أما مصالح الشرطة فقد تمكنت من حجز نحو 3ر2 مليون وحدة من الألعاب النارية والمفرقعات خلال نفس الفترة. في حين حجزت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي الجمعة الفارط بولايتي سطيفبسكرة وورقلة، أكثر من 104 آلاف وحدة من الألعاب النارية. وانتهجت المديرية العامة للجمارك هذه السنة، طريقة عمل جديدة باستعمال نظام الإعلام الآلي في تحويل السلع من ميناء الجزائر إلى الموانئ الجافة عبر مختلف الولايات، بالإضافة إلى التحويلات التي تجريها على الأعوان العاملين بميناء الجزائر كل ثلاث سنوات، بما ساهم في تعزيز الجاهزية والفعالية لدى هؤلاء الأعوان، مع فرض رقابة مشددة على عمليات استيراد المفرقعات والألعاب النارية وبيعها. وهو ما أدى إلى تسجيل تراجع محسوس في وفرة الألعاب النارية والمفرقعات في السوق الموازية وذلك بالتزامن مع الحملات التحسيسية التي أطلقتها مختلف القطاعات قبل أسابيع حول مخاطر هذه الألعاب. وعلى نقيض السنوات الماضية، قلت الضوضاء التي كانت تسبق الاحتفال بالمولد النبوي نتيجة الإفراط في استخدام المفرقعات والألعاب النارية، مع التراجع الكبير في عدد نقاط البيع المعهودة لهذه المواد المتفجرة التي وإن تواجدت في عدد من الشوارع والأسواق، إلا أن أسعارها الملتهبة وخطورتها التي تزداد عاما بعد عام، تسببت في عزوف أغلب العائلات التي فضلت الأساليب التقليدية في الاحتفال باستعمال الشموع والحلويات. واستبقت الجهات الرسمية وممثلو المجتمع المدني هذه المناسبة بحملات تحسيسية فعالة ساهم تزامنها في انتشار الوعي بمخاطر الألعاب النارية على الأشخاص والممتلكات. ففي هذا السياق أطلقت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بداية الشهر الجاري حملة وطنية تحسيسية حول أخطار الألعاب النارية، بهدف توعية عامة الناس والأولياء بشكل خاص، بالخطر الحقيقي التي تشكله هذه الألعاب على الصحة العمومية، كما تمت دعوة الأئمة والمرشدات لإلقاء مواعظ دينية حول الموضوع. ضمن هذا المسعى، أطلقت وزارة الصحة يوم 20 أكتوبر الماضي حملة على المستوى المحلي من خلال مذكرة قامت بتوجيهها إلى المدراء ال48 للصحة، تحثهم على تنظيم حملات تحسيسية حول المخاطر التي تنجم عن استعمال الألعاب النارية. ونظمت المديرية العامة للأمن الوطني من جهتها، حملة تحسيسية ضد استعمال الألعاب النارية موجهة لفئة القصر، باعتبارهم أكثر شريحة تستعمل هذه الألعاب التي قد تؤدي إلى إصابات متفاوتة الخطورة. وركزت المديرية على "ضرورة تأمين" مختلف الأماكن العمومية والطرقات والتكثيف من الدوريات المتنقلة وحواجز المراقبة الثابتة. والأمر نفسه قامت به المديرية العامة للحماية المدنية التي دعت إلى عدم تحويل هذه المناسبة عن إطارها الديني، وكذا تجنب سلوكيات تتعارض مع القيم والمبادئ الدينية، حاثة الشباب إلى الاحتفال بهدوء دون استعمال الصخب والضجيج من أجل تفادي الحرائق والحوادث المأساوية. وتم في نفس السياق تجنيد 47 وحدة متنقلة على مستوى ولاية الجزائر متكونة من قرابة 500 عنصر من عناصر الحماية المدنية، للتدخل بسرعة في حال حدوث حرائق أو أي حادث ناجم عن الاستعمال العشوائي للمفرقعات وللألعاب النارية. وساهمت الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين أيضا في عملية التحسيس من خلال الدعوة إلى مقاطعة جميع الألعاب النارية والحث على إحياء المولد النبوي الشريف بالشكل الذي يليق بهذه المناسبة الدينية، مع التحذير من عواقب التجارة غير القانونية في المفرقعات، التي تعتبر مضرة بالصحة العمومية وكذا بالاقتصاد الوطني.