تستعد فرقة "إثران" للمشاركة في المهرجان الدولي "ديما جاز" الذي تحتضن فعالياته مدينة قسنطينة من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري، ومن المنتظر أن تقدم الفرقة برنامجا متنوعا يمتزج فيه التراث الشاوي الأصيل بموسيقى الجاز والروك. أشار أحد أعضاء الفرقة عمر خيثر خلال حديثه ل"المساء"، إلى أن "إثران" تلتقي الجمهور القسنطيني ليلة 19 ديسمبر الجاري، وقبلها ستلتقي الجمهور العاصمي، وبالتحديد مساء يوم 15 ديسمبر بقاعة "ابن زيدون" في رياض الفتح، حيث تشارك في افتتاح معرض تشكيلي ضخم بعنوان "همزة وصل"، تستمر فعالياته على مدار شهر بقاعتي "ابن زيدون" و"فرانس فانون"، إضافة إلى الورشات الخاصة بفن الرسم في فضاء "المسرح الصغير"، وذكر المتحدث أن الفعالية يشارك فيها 75 فنانا تشكيليا من مختلف مناطق الوطن. أشار الفنان إلى أن فرقة "إثران" مكونة من ستة أعضاء، إضافة إلى الكورال الذي يشمل ثلاث مغنيات ذوات أصوات رائعة، منهن ساندرا حمادي ولودميلا. بالنسبة لباقي الأعضاء فهم عمر خيثر على آلة الساكسفون، محسن فراح على القيثارة، يزيد فراح على الإيقاع، عبد الكريم مشعار على الإيقاع الإلكتروني، وسيم رماش على البيانو، عزيز رابية كمغني وأمير عازف البوق. تختص الفرقة في أداء التراث الشاوي الأصيل، مع مزجه بموسيقى الجاز والروك، وقد اختارت عشر أغنيات تهديها لجمهورها من خلال الأداء المنفرد والجماعي على مدار ساعة ونصف الساعة، ومن الأغاني المختارة هناك "المحفل" و"الفوشي" و"اشابويا" و"أظلي" و"أوشن". أشار المتحدث إلى أن الفرقة تأسست منذ 18 سنة من طرف الإخوة فراح من أم البواقي، بعدها هاجر أحدهم هشام فراح ليستقر في الولاياتالمتحدة، لكن باقي إخوته واصلوا المشوار مع الفنان رابية، وأغلب أعضاء الفرقة من الإطارات تذوقوا وتجذروا في عالم الموسيقى وأصدروا ثلاثة ألبومات آخرها سنة 2018. تم تصوير أغنية "الفوشي" من الألبوم في فيديو كليب أطلق على الأنترنت ولاقى النجاح، علما أنه ذو تقنية عالية المستوى في الأداء الفني والتسجيل والتصوير. مثلت الفرقة الفن الشاوي في الجزائر والخارج، وحصدت الكثير من الجوائز والتكريمات، وقد أعلن محدث "المساء" عن أن الفرقة ستمثل الجزائر في جزيرة زنجبار خلال مهرجان موسيقى العالم الدولي في 17 فيفري 2019، وسيكون هناك ألمع نجوم الغناء العالمي. كما ستطير الفرقة في جانفي القادم إلى العاصمة باريس لتنشيط حفل بها. الفرقة معروفة لدى الجمهور الجزائري وعلى المستوى الإعلامي، حيث تمت استضافتها عبر كامل قنوات التلفزيون الجزائري، وتلقت الإقبال من الجمهور. تسجل الفرقة أعمالها في "استوديو هوم" الكائن ببيت محسن، أحد أعضاء الفرقة في أم البواقي. بالنسبة للتراث الشاوي، أشار الفنان عمر خيثر إلى أن الفرقة تجتهد في التنقيب عن روائعه وتقديمها في حلة عصرية راقية، بعيدا عن الاستسهال والنقل الجاف، وغالبا ما تعتمد في المقام الأول على النصوص قبل الإيقاعات، علما أن الكثير من الألحان كانت من نظمها وليس من التراث، فيما تمت المحافظة على النصوص كاملة، بهذا، وجدت الفرقة لنفسها طابعا خاصا بها يميزها عن غيرها. تسعى الفرقة من خلال عملها الجاد والأكاديمي وتشعبها في مجال البحث في التراث، إلى ترسيخ هذه الموسيقى عند الجمهور وهدفها بعيد عن المكاسب الآنية والتجارية المحدودة، وهي لا تكترث بالمداخيل التي تجنيها من أعمالها، كونها ماضية في هذا الدرب مهما كان الحال. بالنسبة لمحدث "المساء" عمر العازف على الساكسفون، قال "التحقت بالفرقة كعازف على هذه الآلة التي لا يوجد من يعزف عليها في منطقة أم البواقي، حيث اقترحت عليّ الفرقة الانضمام إليها، وتجمعنا العروض والتدريبات التي تتم أحيانا عن بعد عبر الأنترنت، ونلتقي بعد ضبط المواعيد قبل العروض المباشرة مع الجمهور". تبقى "إثرن" مؤسسة قائمة لحفظ التراث الشاوي وتبليغه للشباب، ليس بالاستسهال، إنما بكشف هذا الفن الذي يحمل قيم الجمال والتاريخ والهوية.