كشف السيد عز الدين أوصديق، المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية، عن إمكانية إنجاز قمر صناعي جديد للاتصالات سيحمل اسم «ألكوم سات 2» بعد مرور 15 سنة، وهو تاريخ انتهاء مدة صلاحية أول قمر صناعي للاتصالات السلكية واللاسلكية «ألكوم سات 1» الذي تم إطلاقه في ديسمبر 2017 لتوفير خدمة الاتصالات والأنترنت وبث القنوات الإذاعية والتلفزيونية بدقة عالية. وأعلن السيد أوصديق في تصريح للصحافة أمس على هامش الأبواب المفتوحة للوكالة الفضائية الجزائرية التي تختتم اليوم بالمكتبة الوطنية الحامة بالجزائر، بأن الجزائر تعمل على تطوير القدرات الوطنية في مجال تكنولوجيات الاتصال تحضيرا لمرحلة انتهاء صلاحية القمر الصناعي «ألكوم سات 1» الذي دخل حيز الخدمة السنة الماضية والذي تقدر مدة حياته ب15 سنة. وأشار المتحدث إلى أنه لا يجب الانتظار إلى غاية انتهاء هذه المدة للتحرك، حيث تعمل الوكالة حاليا بتجنيد كل الإمكانيات لتكوين مختصين وشباب جزائريين قادرين على التحكم في التكنولوجيات الفضائية في مجال الاتصالات تحضيرا لطلاق قمر صناعي جديد سيحمل اسم «ألكوم سات 2» بكفاءات جزائرية. وأضاف المسؤول أن طموح الوكالة في هذا المجال كبير بالرغم من حداثة امتلاكها لقمر صناعي خاص بالاتصالات، غير أن نجاحها في التحكم في تكنولوجيات الأقمار الصناعية الخمسة لرصد الأرض يجعلها متفائلة بإمكانية التحكم في التكنولوجيات الفضائية للاتصالات السلكية واللاسلكية. كما صرح السيد أوصديق بأن الوكالة الفضائية الجزائرية التي نجحت في تنفيذ برنامجها لآفاق 2020 تعمل حاليا على التحضير لبرنامج 2020 - 2040 حتى تكون للجزائر استقلالية تامة في مجال البرامج الفضائية التي يعد تطويرها مرادفا للتقدم في كل الفروع التكنولوجية. ومن جهتها، ثمنت السيدة إيمان هدى فرعون وزيرة البريد والاتصالات والتكنولوجييات والرقمنة انجازات الوكالة الفضائية الجزائرية، مؤكدة في كلمة ألقتها خلال افتتاح هذه الأبواب المفتوحة أن الصورة التي اكتسبتها الأقمار الصناعية الخاصة بالرصد تعد قيمة مضافة هامة لتطوير القطاعات المختلفة سواء فيما يتعلق باكتشاف وتسيير الموارد الباطنية، أو في المساعدة في التخطيط والتصميم للمشاريع الكبرى مثل الطرق والسكك الحديدية والسدود، وكذا في المساهمة في الوقاية من الكوارث وإدارتها. ودعت الوزيرة القطاع الاقتصادي وكذا الجماعات المحلية الى اكتشاف الإمكانيات التي تتيحها مجموعة أقمار «ألسات» من أجل تثمين الانجازات التكنولوجية لبلادنا وتمكين القطاع الاقتصادي من الاستغلال الأمثل لهذه الأدوات العصرية. وذكرت الوزيرة بأن برنامج الوكالة يهدف إلى ضمان تملك التقنيات والتطبيقات الفضائية ووضعها في خدمة التنمية الوطنية المستدامة ورفاهية الشعب وتعزيز السيادة الوطنية. مضيفة أنه بفضل الجهود المبذولة تضاعف عدد الباحثين والمهندسين 3 مرات منذ 2002، حيث انتقل من 100 إلى 600 مهندس، حيث كان البرنامج محفز للغاية وزود المهندسين بالمعلومة الفنية الكافية التي تفتح الطريق لتركيب الأقمار الصناعية في الجزائر، مشيرة إلى أنه ومع وجود 6 أقمار صناعية على المدار وفرق تقنية مختصة قادرة على ضمان استغلالها الأمثل وصلت الجزائر إلى ذروة عالية في تنفيذ برنامجها الوطني للفضاء. وقالت الوزيرة إنه بالرغم من كون الجزائر الدولة الإفريقية الوحيدة إلى جانب إفريقيا التي وصلت إلى هذا المستوى غير أنه لا يزال أمامها طريق طويلا، حيث تخطو نحو إتقان تحقيق الأنظمة الفرعية للأقمار الصناعية بهدف تعزيز ظهور أقطاب امتياز تكنولوجية وصناعية في مجالات متعددة ومعقدة مثل تجهيزات الطاقة المحمولة، محركات الدفع، الالكترونيات البصرية، علوم المواد، البرامج المدمجة، والخلايا الشمسية العالية الكفاءة وغيرها. وأوضحت السيدة فرعون أن استحداث أقمار صناعية عالية الدقة عادة ما يتطلب شراكات حيث يمكن للشركات الاستراتيجية التكنولوجية تسريع الاندماج في هذا المجال ووضع الأساس لصناعة فضائية وطنية خاصة مع قناعة الجزائر أن القدرات الفكرية الفردية منها والجماعية لمهندسيها قادرة على مواجهة التحدي التكنولوجي واجتياز الصعوبات المستقبلية. وفيما يخص القمر الصناعي «ألكوم سات 1» أكدت المسؤولة أنه إنجاز يؤدي إلى تعزيز قدراتنا وضمان استقلالها من حيث البث التلفزيوني، الاتصال الهاتفي، وكذا نقل البيانات بأمان. مذكرة بأن استعماله اليوم يعد أحسن مثال على جدول استثمار مبكر في العلوم بفضل نظرة مستقبلية لرئيس الجمهورية لفتح الباب لأكثر القطاعات حساسية وهي الصحة والتعليم بالوصول الى الحداثة بأسعار مقبولة، كما سيسمح استغلاله - كما أضافت - خارج هذين القطاعين بفتح أفاق جديدة لموردي خدمات الاتصالات والأنترنيت على الصعيد الإقليمي والقاري. وقامت الوكالة الفضائية الجزائرية بمناسبة هذه التظاهرة بتكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمنحه هدية رمزية تمثلت في إطار يرمز لصورة مسجد الجزائر الأعظم وضواحيه التقطت باستعمال القمر الصناعي «ألسات 1» وتسلمت هذا التكريم نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات والتكنولوجيات والرقمنة إيمان هدى فرعون. وجاء التكريم عرفانا لجهود رئيس الجمهورية في ترقية التكنولوجيات الفضائية ولبرنامجه الذي ساهم في تحقيق نتائج ايجابية منذ سنة 2002 بمبادرته إنشاء الوكالة الفضائية الجزائرية.