تُبذل مساعي استحداث مراكز متخصصة لفائدة الأطفال المصابين بمرض التوحد في ورقلة، بغرض ترقية شروط التكفل بهذه الفئة من الأطفال، حسبما أكده رئيس جمعية "التواصل"، عمر بومصباحي، إذ سيساهم تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع كافة الهيئات المعنية، في التكفل أفضل بهذه الشريحة من الطفولة والتخفيف من معاناة تنقلهم رفقة أوليائهم إلى ولايات أخرى قصد العلاج، لاسيما أن عدد حالات الإصابة بمرض التوحد في تزايد مستمر. تستدعي هذه الوضعية تكثيف وتنسيق الجهود بين جميع الفاعلين من أجل إنشاء المرافق المتخصصة لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد، بما يضمن مستقبلا صحيا أفضل لهم، مثلما أكد عليه مسؤول الجمعية عشية إحياء اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة (3 ديسمبر). وذكر أنه غالبا ما يتم اكتشاف ما بين حالتين إلى أربع حالات جديدة أسبوعيا خلال كل عملية تشخيص تستقبلها هذه الجمعية، في إطار نشاطاتها التي تمتد على مدار الأسبوع، على مستوى المركز الثقافي الإسلامي الذي فُتحت به أربعة أقسام، تضم حاليا ثمانية أفواج من أجل التشخيص والمتابعة النفسية والتكفل البيداغوجي . وأبرز السيد بومصباحي، بالمناسبة، أهمية انخراط كل الفاعلين، بما فيهم الأولياء، والتحلي بثقافة التشخيص المبكر للأطفال، حيث تعمل الجمعية ضمن هذا المسعى، بما يضمن اندماجهم في المجتمع وترقية الجوانب المعرفية لديهم وتوفير تكفل بيداغوجي ونفسي يتلاءم مع طبيعة هذا المرض، من خلال تسخير ثماني أخصائيات نفسانيات وأخصائية في الأرطفونيا، بالإضافة إلى ثماني مربيات. تحصي جمعية "التواصل" لرعاية أطفال التوحد بورقلة، التي أنشئت سنة 2015 حاليا 287 طفلا، حيث تضمن رعاية كاملة لفائدة 87 طفلا (من 3 إلى 12 سنة)، و 27 آخرا (أكبر من 14 سنة) تكفلا جزئيا، فيما يبقى الآخرون في قائمة الانتظار. كما تعمل بالتنسيق بين الهيئات المعنية من أجل فتح أقسام خاصة بهذه الفئة، مع تكوين وتنمية مهارات المهنيين العاملين مع أطفال التوحد وأوليائهم، من أجل ضمان فعالية أفضل للتكفل بهم، كما ذكر رئيس الجمعية.