شدد السيد جمال كعوان وزير الاتصال، على ضرورة تحلي وسائل الإعلام بالمسؤولية وأخلاقيات المهنة في أداء رسالتها، مؤكدا على ضرورة تفادي "اللامسؤولية" التي تتعارض مع مبادئ العمل الصحفي وحرية التعبير؛ حيث أكد أن حرية الصحافة موجودة وتكرسها القوانين الجزائرية، لكن القانون يعلو على الجميع، ويبقى الحكم الوحيد على كل التجاوزات. ذكّر السيد كعوان في تصريح للصحافة على هامش حضوره حفل الذكرى 56 لتأسيس جريدة "الشعب" أمس، بأن الصحافة لها واجب مهني تجاه الجمهور، وهي مطالَبة بالتحلي بالمسؤولية. وأشار الوزير في رده على سؤال صحفي إلى أن "القانون يبقى الحكم الوحيد في حال تسجيل أي تجاوزات أو المساس بالحياة الشخصية للأشخاص، بحيث يمكن لأي شخص في حال تعرضه للقذف، اللجوء إلى القانون لإنصافه". وفيما يخص غياب قانون خاص بالمواقع الإلكترونية قال الوزير إنه بالرغم من عدم وجود قانون خاص بها غير أن إنشاءها يخضع لترخيص من وزارة الاتصال، مشيرا إلى أن هذه المواقع حديثة العهد بالجزائر، يجب أن تجد النموذج الاقتصادي الخاص بها، ويجب أن يتحمل أصحابها مسؤولية التكفل بها، مؤكدا أن وزارة الاتصال مستعدة لمساعدة هذه المواقع على إيجاد هذا النموذج. وفيما يخص التجاوزات التي باتت تسجل في زمن الرقمنة بوسائل الإعلام الحديثة، أكد الوزير أنه يجب التفريق بين المواقع الإلكترونية الصحفية وبين مواقع التواصل الاجتماعي ك "فايسبوك"، الذي يشترك فيه ما يقارب 18 إلى 20 مليون جزائري، والذي تكون فيه الكتابة ممكنة لكل المواطنين عكس المواقع الصحفية الخاصة بالصحفيين، نافيا في الوقت نفسه إطلاق صفة صحفي على كل من يكتب بالمواقع الإلكترونية. وأشار الوزير إلى أن هذه المواقع ومهما كانت لا تستطيع منافسة "الفايسبوك"، الذي يبقى مفتوحا لكل الناس، عكس الصحافة التي تبقى محكومة بضوابط مهنية وقيم وثوابت، لا يمكن أن يكون من لا يتحلى بها صحفيا، كما قال، مضيفا أنه بالرغم من هذه التجاوزات فإن بعض المواقع الإلكترونية نجحت وتمكنت من احتلال مكانة في الساحة الإعلامية بفضل مهنيتها. وفي سؤال تعلق باعتماد قنوات تلفزيونية جديدة رد الوزير بأنه لا يوجد إلى حد الآن أي ملفات تتعلق باعتماد قنوات تلفزيونية خاصة جديدة، موضحا أن الإجراءات في هذا الخصوص معروفة، ومن يريد اعتماد قناة جديدة فليتقدم من وزارة الاتصال. وفي كلمة ألقاها في احتفالية "الشعب" بالذكرى 56 لتأسيسها" ذكّر السيد كعوان بحرص الدولة على ترقية الصحافة ودعم وسائل الإعلام في أداء مهامها، كما أكد رئيس الجمهورية في الرسالة التي وجهها للأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة في 22 أكتوبر المنصرم، حيث قال إن الجزائر أثبتت حرصها على تطوير إعلام وطني احترافي وحر من خلال العديد من التعديلات التي أدخلت على الدستور، والتي تعزز – كما أضاف – حرية الإعلام وحق هذه الوسائل في الوصول إلى المعلومة، وجعل هذه المهنة تحت حماية سلطان القانون الذي يحمي جميع الحريات ويفرض احترام كل الواجبات. وفي حديثه عن تاريخ 11 ديسمبر ذكرى مظاهرات 1960 أفاد المسؤول بأن الإعلام الوطني كان له دور هام في صناعة وكتابة تاريخ الجزائر، وها هو اليوم يواصل المسيرة بما يوافق سياسة الدولة وطموحات الشعب لبلوغ التطور المأمول والتنمية المرجوة، مشيرا إلى أن الإعلام الوطني يتحمل مسؤولية كبرى في التاريخ لنضالات الشعب ونقل تضحياته للأجيال الصاعدة. وفي تهنئته لجريدة "الشعب" قال الوزير إن الجريدة رافقت العهد الجديد لوطن عقد العزم على التوجه نحو المستقبل بالبناء والإعمار ومحو آثار الدمار الشامل الذي خلفه الاستعمار الغاشم؛ حيث كانت "الشعب" منذ تلك الفترة، الشاهد على إنجاز برامج التنمية الوطنية الطموحة، المرتكزة على البعد الاجتماعي للتكفل بانشغالات الموطن، خاصة في مجالات التعليم، الصحة، السكن والعمل. كما صرح بأن "الشعب" كانت منبرا للدفاع عن قضايا الوطن المصيرية في ظروف استثنائية، كسبت فيها رهان الصمود في وجه التطرف والإرهاب؛ حيث نجحت – كما قال – في التأقلم مع مستجدات التعددية الإعلامية التي عززت الفعل الديمقراطي ورفعت سقف الحريات؛ إذ عرفت كيف تتحدى الصعاب من أجل أداء رسالتها الإعلامية بمسؤولية وموضوعية في مواكبة الأحداث اليومية وكبرى الملفات الوطنية والعالمية. وأكد الوزير أن "الشعب" استطاعت مواجهة رهانات المنافسة الشرسة في عهد التعددية الإعلامية والطفرة التكنولوجية غير المسبوقة بمواكبة هذا التحول عن طريق عصرنة أدوات العمل وترشيد أساليب التسيير وترقية المورد البشري؛ حيث نوّه بتحكم أسرة الجريدة في التكنولوجيات الحديثة وخاصة الشباب منهم بالتأقلم مع مختلف الأوضاع وتأمين عنوانهم بما ينشره من مادة إعلامية جادة بصيغ طباعة وإخراج ملائمة. كما حيّا الوزير الجريدة عن سعيها إلى الارتقاء بالملفات والقضايا الوطنية والدولية وإعطائها بعدا علميا ومجتمعيا عن طريق تعمق الخبراء والمختصين في بحثها وإثرائها، مؤكدا أن التطور الذي يميز مسار الجريدة سيعزز رسالتها الإعلامية المرتكزة على الإسهام في الدفاع عن الهوية والمرجعية الوطنية الموسومة بالنضالات البطولية. ومن جهتها، أكدت الرئيسة المديرة العامة لجريدة "الشعب" أمينة دباش، على أهمية التحلي بأخلاقيات المهنة والاحترافية في الأداء الصحفي، الذي يتطلب حسا وطنيا لإيصال رسالة المصلحة الوطنية، معلنة أن "الشعب" التي رافقت الجزائر في كل محطاتها منذ الاستقلال، تعمل حاليا على رقمنة كل أرشيفها منذ تأسيسها، مؤكدة إصرار طاقم الجريدة على إكمال هذه المهمة بالرغم من صعوبتها. وعرف الاحتفال الذي حضره بعض مديري وسائل الإعلام ومسؤولون بهيئات رسمية ومؤسسات وجمعيات وخبراء، تكريم عدد من الصحفيين القدامى والحاليين والمراسلين والعاملين بمختلف أقسام الجريدة.