أكد امحمد خداد، مسؤول العلاقات الخارجية في جبهة البوليزاريو أن أزمة الكركرات التي افتعلتها دولة الاحتلال المغربية على طول جدار الفصل العسكري، ساهمت في إعادة القضية الصحراوية إلى الواجهة ووضعت حدا للجمود الذي عرفه مسار المفاوضات المباشرة منذ سنة 2012. وقال المسؤول الصحراوي في ندوة نظمتها وزارة الخارجية الصحراوية وترأسها السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، من بين عديد قضايا الراهن الصحراوي، المقاربة الأمريكية الجديدة بخصوص الصحراء الغربية، حيث أكد التأثير الذي فرضته على مسار المفاوضات المباشرة بعد أن تبنت رؤية مبنية على حل متفق عليه بين طرفي النزاع يضمن للشعب الصحراوي حقه الكامل في تقرير المصير. وعرفت الندوة التي عقدت أول أمس، الخميس تقديم، سيدي محمد عمار ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة مداخلة تناول من خلالها أيضا مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة والآثار المباشرة التي فرضتها على قضية النزاع في الصحراء الغربية، تجلت في تقليص مدة عهدة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية "مينورسو" إلى ستة أشهر فقط بدلا من سنة كاملة التي كان معمولا بها منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين سنة 1992. وكان الضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي على أعضاء مجلس الأمن الدولي شهر أفريل الماضي بتقليص عهدة البعثة الأممية رغم الضغوط الفرنسية أول حلحلة لحالة الاحتقان التي عرفتها المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب، وهو ما شكل ضربة قوية للمحاولات المغربية للإبقاء على الوضع الراهن وجعلها لا تبدي إلى حد الآن أي جدية في تسوية النزاع. كما تطرق امحمد خداد في مداخلته إلى المعركة القانونية التي تخوضها جبهة البوليزاريو في مختلف الهيئات القانونية الدولية من أجل وقف عمليات النهب الممنهج للثروات الصيدية والمنجمية الصحراوية. وحمل المشاركون في أشغال هذه الندوة التي تناولت قضية حقوق الإنسان برعاية مشتركة بين وزارتي الخارجية والأرض المحتلة والجاليات الصحراويتين، الأممالمتحدة وهيئاتها الحقوقية وكل منظمات حقوق الإنسان الدولية والقارية، مسؤولية كاملة للسهر على حماية حقوق الصحراويين في الأرض المحتلة كون الصحراء الغربية إقليم محتل ومازال تحت وصاية الأممالمتحدة. وتم في ختام أشغال هذه الندوة إصدار بيان حيا المشاركون من خلاله انتفاضة الاستقلال في المدن المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية ضمن "ملاحم بطولية أثبتت للعدو وللعالم صلابة إرادة الشعب الصحراوي والتفافه حول رائدة كفاحه الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الحمراء ووادي الذهب". كما استعرض المشاركون أيضا الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها القضية الصحراوية في الفترة الأخيرة، خاصة تكريس محكمة العدل الأوروبية لمواقفها الذي اعتبرت المملكة المغربية قوة احتلال لا سيادة لها على شعب يرفض البقاء تحت سلطاتها وكذا انضمام حركة التحرير الوطني، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لاتفاقيات جنيف.