دعا ناصر الزفزافي، متزعم حراك منطقة الريف المغربية، من زنزانته بسجن عكاشة سيئ الذكر بمدينة الدار البيضاء، أبناء منطقته في المهجر إلى المشاركة في مسيرة حاشدة ينتظر أن تحتضنها العاصمة البلجيكية، بروكسل منتصف شهر فيفري القادم تحت شعار رد "الاعتبار للمرأة الريفية". وقال الزفزافي، الذي أصدرت في حقه محكمة الجنايات بمدينة الدار البيضاء نهاية شهر جوان الماضي، عقوبة سجن لمدة عشرين عاما، في رسالة إلى الجالية المغربية في الخارج وخاصة المنحدرين من منطقة الريف في أقصى شمال البلاد، أنه "إيمانا منّا بأن المرأة الريفية هي العمود الفقري للحراك الشعبي بالريف وبأوروبا، ومن حقها مشاركة الرجل في كل ما من شأنه أن يساهم في تحقيق الملف الحقوقي ورفع الحصار الأمني على ريفنا.. فإنني أدعو بفخر واعتزاز عموم أبناء وبنات الريف في المهجر رجالا ونساء، لرد الاعتبار للمرأة الريفية عبر مسيرة حاشدة وقوية تكون الأضخم عددا والأرقى شكلا تليق بمهامها بعنوان "المرأة الريفية خط أحمر". وأضاف الزفزافي، في رسالته الأولى من نوعها منذ اعتقاله وإدانته رفقة 53 من نشطاء حراك الريف، والتي سربها والده في آخر زيارة أداها له في زنزانته أن "المشاركة المكثفة في المسيرة الهدف منها التأكيد للعالم أننا لن نتهاون في الدفاع عن نسائنا من أي اعتداء أو هجوم يمس بسمعتها أو يقلل من قيمتها". وحث الزفزافي، المشاركين في هذا الموعد الاحتجاجي على حمل "بالونات" يكتب عليها بكل لغات العالم مطلب من المطالب المتضمنة في الملف الحقوقي لمنطقة الريف، ثم إطلاقها في الهواء لعله كما قال "يستجيب من في السماء لمطالبنا بعدما رفض من في الأرض تلبيتها"، في إشارة للسلطات المغربية التي أحكمت قبضتها على سكان المنطقة منذ اندلاع مظاهرات أكبر حراك شعبي يعرفه المغرب، وهدد الأمن العام في مملكة تعيش كل مناطقها تململا اجتماعيا رافضا للأمر الواقع الذي فرضه المخزن الذي كتم أنفاس الناس رافضا الاستماع لمطالبهم بتحسين ظروف معيشتهم ورفع الغبن المسلط عليهم. يذكر أن منطقة الريف الواقعة في أقصى شمال المغرب عرفت طيلة سنتي 2016 و2017، مسيرات ومظاهرات احتجاجية ضمن ما أصبح يعرف ب«حراك الريف"، طالب خلاله السكان بتحسين ظروف معيشتهم الكارثية، وتجسيد الوعود الحكومية لتنمية منطقتهم ضمن ما عرف بمشروع "الحسيمة منارة المتوسط" ولكن ذلك لم يكن سوى وعودا واهية فضحها مرور السنوات وتهرب السلطات المركزية من الإيفاء بها. يذكر أن شرارة هذا الحراك تسبب فيه مقتل صياد السمك وابن مدينة الحسيمة، محسن فكري، طحنا داخل شاحنة لجمع القمامة عندما حاول استرجاع كميات السمك التي اصطادها نهاية شهر أكتوبر سنة 2016.