شهدت أسعار النّفط ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات أمس، وذلك قبيل الإعلان عن بيانات منصات التنقيب عن الخام وبيانات المخزونات الأمريكية التي تشير أغلب التوقعات إلى تراجعها، وتجاوز سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي "برنت" تسليم مارس ال57 دولارا للبرميل، كما ارتفع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم فبراير إلى أزيد من 48 دولارا للبرميل. وكان معهد البترول الأمريكي قد أعلن أول أمس، عن انخفاض المخزونات من الخام في الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر، بحوالي 4.5 مليون برميل عند مستوى 443.7 مليون برميل، كما أظهرت البيانات أن منظمة الدول المصدرة للنّفط "أوبك" قد خفّضت إنتاجها في ديسمبر الماضي، بأكبر وتيرة في حوالي عامين، وذلك بمقدار 460 ألف برميل يوميا وهو أكبر تراجع على أساس شهري منذ شهر جانفي 2017، الذي دخل فيه اتفاق خفض الإمدادات السابق حيز التنفيذ. وبدأت منظمة "أوبك" وحلفائها منذ مطلع الشهر الجاري، خفض إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا منها 800 ألف برميل على عاتق دول (أوبك) والباقي يتحمّلها المنتجون الآخرون ولاسيما روسيا، تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في آخر اجتماع لوزراء المنظمة ابتداء من الشهر الجاري، في محاولة لإعادة التوازن للسوق التي شهدت تخمة في المعروض ما أدى إلى تراجع محسوس في أسعار البرميل. ومع بداية عام 2019، يكون النّفط قد عاد إلى انتعاشه من جديد، إذ دعمت جلسة أمس، سلسلة الأرباح التي سجلتها الأسعار في الجلسات السابقة وهي الأولى في العام الجديد. وحسب بيان لمنظمة الدول المصدر للنفط "أوبك" نشر أمس، في موقعها الإلكتروني، فإن سعر برميل سلّة المنظمة عرف أول أمس، ارتفاعا منتقلا من 52.17 دولارا للبرميل يوم الأربعاءا إلى 52.95 دولارا للبرميل يوم الخميس، فيما قدر ب51.55 دولارا للبرميل يوم الجمعة الماضي أي منذ أسبوع. ويطالب المحللون والخبراء المختصون في سوق النّفط، (أوبك) بضرورة الالتزام باتفاقها وخفض الإنتاج للمساهمة في رفع الأسعار التي قد تبقى مستقرة عند ال55 دولارا للبرميل في حال العكس، ويرى هؤلاء أن على المنظمة تمديد اتفاقها إلى كل السنة الجارية وليس الستة أشهر الأولى فقط، كما تقرر في فيينا من أجل التأثير على السوق النفطية بشكل ايجابي. وأكد العراق أمس، على لسان وزير نفطه ثامر الغضبان، التزامه الكامل باتفاق خفض الإنتاج الذي توصلت إليه المنظمة وشركاؤها، ونقل بيان صادر عن وزارة النّفط "إن الوزارة اتخذت إجراءات تطبيق خفض الإنتاج بنسبة 3 بالمائة، والتي تشكل قرابة 140 ألف برميل في اليوم من مجمل إنتاج العراق، حسب النسبة المقررة لاتفاق الدول المنتجة من أعضاء (أوبك) وشركائها والذي تم اتخاذه في الاجتماع الذي عقد في فيينا الشهر الماضي".