أزيد من 85 مليار سنتيم، خصصتها خزينة الدولة لبرنامج مكافحة دودة الصنوبر الجرارة، الذي شرعت فيه المديرية العامة لحماية الغابات في العاشر من الشهر الجاري، ويدوم الى غاية منتصف شهر نوفمبر المقبل، والذي ينتظر أن يمس أكثر من 94700 هكتار عبر 17 ولاية المكونة لحزام السهول العليا، وتكون جدارا ضد التصحر··· هذا ما كشف عنه السيد نوال محمد الصغير، مدير حماية النباتات والحيوانات بالمديرية العامة للغابات، الذي نشط زوال يوم الأحد رفقة محافظ الغابات لولاية سطيف، ندوة صحفية بمركز الصحافة عرض فيها البرنامج الاستعجالي المسطر من قبل المديرية العامة للغابات، الرامي الى مكافحة دودة الجرارة بتقنيات حديثة، متمثلة في الرش الجوي باستعمال مواد ميكروبيولوية بواسطة مبيد (ديبل 8ل) إنتاج مؤسسة (فلينت بيو سيونس) الامريكية المختصة في انتاج المبيدات العضوية والمعتمد من طرف المنظمة العالمية للصحة·· العملية هذه تعد الثانية من نوعها بالجزائر بعد الاولى سنة 2005، التي مست 10 آلاف هكتار من غابات الصنوبر، حيث يرتقب أن يتم هذه السنة معالجة قرابة 100 ألف هكتار أكبر نسبة منها بولاية أم البواقي التي تحصي لوحدها أزيد من 23 ألف هكتار، تليها ولاية الجلفة بأكثر من 14 ألف هكتار، فيما تحتل ولاية سطيف المرتبة الثالثة ب9268 هكتار معظمها بالمنطقة الجنوبية للولاية، أوكلت مهمة رشها الى مؤسسة ميد- اير الفرنسية، باستعمال 4 مروحيات و4 طائرات· وبهدف تحسيس الرأي العام بمدى فعالية هذا المبيد لاسيما في ظل انتشار بعض الإشاعات حول انعكاساته السلبية على المواشي وكذا النحل، أكد السيد نوال محمد الصغير أن الدراسات والتجارب أثبتت نجاحاته بدليل استعماله في أكبر الدول العالمية على غرار كندا والولايات المتحدةالامريكية وروسيا، هذه الاخيرة التي تقوم سنويا برش حوالي مليون هكتار من غاباتها· موضحا ان المادة البيولوجية المستعملة ليس لها اي تأثير على الطبيعة والحيوانات، بحيث تقضي مباشرة على دودة الصنوبر الجرارة بعدما تهاجم جهازها الهضمي· وبخصوص إسناد العملية الي مؤسسات اجنبية التي تعتمد على الرش الجوي باستعمال الطائرات والمروحيات، أكد السيد نوال أنها تكلف مصاريف أقل وتستغرق وقتا قصيرا مقارنة بالطريقة الأرضية التقليدية التي تستغرق وقتا طويلا وتكلف قرابة 12000دج للهكتار الواحد، عكس الرش الجوي الذي لا تتجاوز تكلفته مبلغ 8000 دج للهكتار الواحد وباستطاعته رش حوالي 8000 هكتار يوميا· وتحسبا لهذه العملية، سطرت المديرية العامة للغابات برنامجا تكوينيا خاصا بأعوانها ممونا من طرف شركة أطلس- اقرو السويسرية، التي قامت بجلب المبيد وذلك في دورة بيولوجية خاصة بالحشرة، وتنظيم مكافحتها، الى جانب دورة اخرى خاصة باستعمال نظام جي·بي·اس في الطائرات· وعن الأخطار الناجمة عن دودة الصنوبر الجرارة، أوضح السيد نوال محمد الصغير، أنها تعد من أخطر الحشرات الفتاكة لغابات الصنوبر، حيث كشفت الإحصائيات الاخيرة ان نسبة 80 بالمائة من غابات الصنوبر المتلفة، مردها دودة الصنوبر الجرارة التي تقوم بأكل المادة الخضراء للأشجار التي تمتص ثاني اوكسيد الكربون وتعطي الأوكسجين، بالإضافة إلى جعلها سهلة للحرائق بعد فقدان خضورتها· من جهته، السيد لزهر رحال المحافظ الولائي للغابات بسطيف، كشف أن مصالحه شرعت منذ بداية الاسبوع الجاري في تجسيد البرنامج المذكور الذي سيشمل 35 موقعا بمساحة إجمالية تقدر ب9268 هكتار عبر غبات بلديات كل من حمام السخنة التلة الطاية وبوطالب، حيث تم تسخير جميع الإمكانيات لهذه الحملة، بهدف إنجاحها، لاسيما فيما يتعلق بالمدرج الخاص بهبوط وإقلاع الطائرات والمروحيات· *