وصفت سفيرة المجر بالجزائر، هيلقا كتالين بريتز حجم التبادلات التجارية ما بين بلادها والجزائر، والذي لم يتعد خلال السنوات الأخيرة 250 مليون دولار سنويا ب»المحتشم»، لكنها أكدت أنه رقم لا يعكس بالضرورة نوعية العلاقات الثنائية التي تربط البلدين خاصة في مجال البحث العلمي والجامعي. واعتبرت سفيرة المجر في تصريح ل»المساء» أمس، على هامش تنظيم أول ملتقى أكاديمي جزائري مجري بجامعة الجزائر 3، العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها «غنية وودية»، حيث ذكرت بالتضامن المجري إبان ثورة التحرير، والذي تواصل بعد الاستقلال خلال سنوات الستينيات والتسعينيات والثمينيات عبر تعاون تقني من خلال تبادل الخبرات ومشاركة آلاف الخبراء المجريين في التنمية والبناء في الجزائر. وقالت إنه بالرغم من أن أرقام التبادلات تبقى بعيدة عن قدرات البلدين، إلا أن التعاون يشمل عدة ميادين منها على سبيل المثال لا الحصر الجانب الرياضي، مع تسطير العديد من المشاريع الثقافية كمشاركة المجر في مهرجان الرقص المعاصر ومهرجان الموسيقى العتيقة المنظم بالجزائر العاصمة وغيرها من النشاطات. من جهة أخرى، قالت الدبلوماسية المجرية إن الملتقى العلمي الذي يجمع باحثين وجامعيين من البلدين مبادرة رمزية قامت بها وزارتا الشؤون الخارجية والتعليم العالي والبحث العلمي الجزائريتين بالتنسيق مع سفارة المجر بهدف بدء تبادلات بين أكاديميي البلدين، وأيضا من أجل تحسين وتعميق العلاقات الثنائية في مجال البحث العلمي والتقريب بين الجامعيين ومراكز البحث في البلدين. وأضافت المتحدثة أن التعاون في هذا المجال بلغ حاليا مرحلة متقدمة بعد أن تم، منذ أربع سنوات، تقديم منح في إطار تعاون حكومي لمئات الجامعيين الجزائريين لمواصلة دراساتهم العليا في الماستر والدكتوراه في المجر، ضمن برنامج أكدت السفيرة أنه عرف نجاحا كبيرا خاصة في مجال البحث العلمي. كما أشارت لتعاون أكبر بين معاهد بحث البلدين خاصة في مجال الزراعة والصناعات الغذائية والبناء والتكنولوجيات الجديدة، والذي تم على إثره وضع شراكة مؤسساتية بين أكبر معاهد البحث وبعض الجامعات لنقل الخبرات وتبادل التجارب، فيما شددت على أنه لا يزال الكثير مما يجب القيام به من أجل تعزيز هذا التعاون وتقويته. وقالت السفيرة إن الملتقى العلمي المنظم بجامعة الجزائر 3 سيفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التعاون في مجال العلوم الإنسانية والسياسية والأمن، خاصة وأنه يناقش على مدار يومين القضايا ذات الاهتمام المشترك كمسائل الأمن ومكافحة الإرهاب وفضاءات الاستثمار وتطويره وتبادل التجارب في ميدان النمو والموارد البشرية وحقوق الإنسان. كما اعتبرته فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر فيما يتعلق بمسألة الهجرة غير الشرعية التي تعرف في الفترة الأخيرة جدلا كبيرا وتضاربا في المواقف والسياسات بين مختلف الدول خاصة الأوروبية منها. وفي هذا السياق، أكد رابح شريط رئيس جامعة الجزائر 3 أن الملتقى الذي جمع ثلة من الخبراء الجزائريين والمجريين علمي أكاديمي يناقشن طيلة يومين قضايا مشتركة بين البلدين بهدف الخروج بتوصيات لتعزز التعاون الثنائي بين الجانبين. وفي هذا السياق، أشار عبد الحفيظ ديب أكاديمي وأستاذ بجامعة الجزائر 3 على ضرورة فتح نقاش واسع بين الأكاديميين الأوروبيين والعرب من أجل توضيح الرؤية وتحديد خاصة مفهوم «الجهادية» في الإسلام والذي يتخذ كغطاء للنشاط الإرهابي، وتصحيح الأخطاء التي كثيرا ما يقع فيها خبراء الدول الغربية بخصوص هذا المصطلح.