حمّل السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي المجتمع الدولي مسؤولية تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره من منطلق أنه ملزم بالدفاع عن الشرعية الدولية التي أعطت لهذا الشعب الحق في الدفاع عن نفسه وكرامة وطنه وحقوقه بكل الوسائل. وقال إبراهيم غالي في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء سفارة الجمهورية الديمقراطية الصحراوية للذكرى ال 35 لاندلاع الكفاح المسلح نهاية الأسبوع بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة أنه لا يمكن بلوغ السلام الحقيقي والدائم في المنطقة إلا من خلال حل عادل ونهائي يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاختيار الحر لمستقبله والذي لا يمكن أن يتم إلا على أساس احترام مبادئ وميثاق الأممالمتحدة. وجدد السفير الصحراوي بالمناسبة استعداد جبهة البوليزاريو لمواصلة العملية السلمية والعمل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة للنزاع في الصحراء الغربية الذي تجاوز عقده الثالث. ولكن هذا الاستعداد لم يمنع الدبلوماسي الصحراوي من التحذير من كل محاولة لتجاهل حقوق الشعب الصحراوي أو تحريف النزاع عن طبيعته وإطاره التاريخي والقانوني وقال أن كل مسعى في هذا الاتجاه سيكون مآله الفشل ولن يقود المنطقة إلا إلى مزيد من التوتر واللااستقرار. وجاء تحذير المسؤول الصحراوي أمام جمع من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر وشخصيات سياسية وبرلمانية جزائرية وممثلين عن هيئات المجتمع المدني الجزائري الذين حضروا الاحتفال لتأكيد تضامنهم مع القضية الصحراوية ودعم كفاح الشعب الصحراوي في نيل حقوقه المشروعة. وفي هذا السياق جدد إبراهيم غالي الذي يعد احد أعضاء الوفد الصحراوي المفاوض في منهاست تمسك جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير وعن استعداده لمواصلة كفاحه إلى غاية تحقيق هذا الهدف بكل الوسائل المتاحة. يذكر أن جبهة البوليزاريو تخوض منذ قرابة السنة مفاوضات سلام مع الطرف المغربي تحت إشراف المنظمة الأممية لم تفض بعد أربع جولات بمنطقة منهاست بالولايات المتحدةالأمريكية إلى أي نتيجة ملموسة بسبب الموقف المغربي المتعنت والمصر على فرض خطة الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض. وهو الأمر الذي رفضته جبهة البوليزاريو التي تطالب بضرورة إيجاد حل للنزاع الصحراوي وفقا للشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق تنظيم استفتاء حر ونزيه في الصحراء الغربية. وفي هذا السياق قال السفير الصحراوي أن النزاع في الصحراء الغربية هو صراع بين منطق الاستعمار والظلم والاستبداد والتوسع الذي تتبناه الحكومة المغربية ومنطق الشرعية الدولية واحترام مبادئ وميثاق الأممالمتحدة الذي يطالب به الشعب الصحراوي. وأكد أنه لا يمكن للشعب الصحراوي ولا المجتمع الدولي أن يقبل بوجود استعمار على أرض الصحراء الغربية في القرن الحادي والعشرين تمارس خلاله أبشع الخروقات ضد أدنى مبادئ حقوق الإنسان وتنتهك الحرمات وتقمع الحريات وتنهب الثروات وتفرض حصارا عسكريا وأمنيا على الأراضي الصحراوية المحتلة وتمنع المراقبين والإعلاميين المستقلين من دخولها. وكانت جبهة البوليزاريو طالبت في العديد من المرات منظمة الأممالمتحدة بالتدخل العاجل من اجل حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من خلال توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان. كما طالبت برفع الحصار الإعلامي والأمني المفروض على المدن المحتلة والسماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى هذه المناطق لنقل حقيقة ما يجري هناك وتعريف الرأي العالمي الدولي بمأساة شعب اغتصبت أرضه عنوة ويعيش في الملاجئ والشتات بعدما انكر عليه المغرب حقه في تقرير المصير.