عاد الفنان والمخرج المسرحي محمد أدار للواجهة المسرحية من خلال العرض العام لمسرحيته الجديدة "السقوط" التي تأتي تكملة لسلسلة العروض التي قدمها وحاول من خلالها تقديم فكرة عن الواقع المعيش للشباب من المهاجرين الذين يتركون وراءهم أرضهم ويفقدون أنفسهم ومعهم حلم العودة للوطن. «السقوط" عنوان العرض العام لمسرحية تعاونية "بذور" التي عرضت أمسية الخميس الماضي بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران من إخراج وتأليف وبطولة الفنان محمد أدار. وجسّدت المعاناة التي يتلقاها المهاجرون الشباب بأرض الغربة بعد أن تركوا وراءهم أرضهم وبلدهم التي تبكي فراقهم. والعرض المسرحي الذي اختار له محمد أدار عنوان "السقوط"، جاء لتشريح ظاهرة خطيرة لا زالت تنخر الجزائر والمتعلقة بالهجرة نحو الخارج وما تخلفه وراءها من مآسي للأمهات والشباب ممن يفقدون أنفسهم بالغربة، جراء انعدام سبل العيش. وحسب محمد أدار، فإن النص المسرحي "السقوط" الذي ألفه منذ 5 سنوات بقي في الانتظار إلى غاية حلول وقت تقديمه في شكل عرض يشرح ظاهرة الهجرة وسط الشباب. وتتكون المسرحية من فصلين و4 مشاهد. وأكد أن النص كان يحمل عنوان "الطيحة" غير أنه قرر تغييره إلى "السقوط" بعد أن كان المسرح الجهوي لباتنة قد قدم مسرحية بنفس العنوان منذ 8 سنوات. وتحكي المسرحية قصة شخص يحمل اسم "سعدي" يؤدي محمد أداره دوره، وهو إسقاط على تعبير "سعدي" المعروف بمنطقة الغرب الجزائري كمصطلح تستعمله النساء للتعبير عن فرحهن وشغفهن بالأشخاص من أبناء وأباء وأزواج، وهو رمز للعزة، فيما تحمل الأم اسم "شريفة" وتجسد دورها الفنانة المتألقة رميساء شيخي كرمز للأرض الشريفة والوطن، حيث يغادر سعدي أرض الوطن نحو مدينة لاس فيغاس الأمريكية فتبكيه أمه لسنوات على أمل العودة. وخلال العرض، تحاول شخصيتان هما الفنانتان بن رابح خديجة ونورة التخفيف عن الأم شريفة مع محاولة إقناعها بأن سعدي غادر البلاد ولن يعود، في وقت يقدم فيه العرض مشهدا للشاب سعدي الذي ينغمس في الحياة الماجنة والسهرات بمدينة لاس فيغاس، ضمن مشهدين مختلفين، لينتقل العرض للفصل الثاني بعد 15 سنة، حيث تبقى الأم شريفة على أمل عودة سعدي للأرض الأم، فيما ينقلنا المشهد الرابع إلى حالة سعدي بعض مضي نفس الفترة من الزمن، حيث تحول سعدي إلى مشرد ينام بالشوارع ويعاني من الهلوسة والأمراض الخطيرة.. ومع نهاية العرض، تطل على خشبة المسرح شمس ساطعة، ترمز حسب محمد أدار، للأمل في العودة للوطن غير أن الوقت يكون قد فات وانقضى لتنتهي المسرحية بسماع صوت قراءة القرآن على روح الفقيد سعدي. وأكد محمد أدار أن ما تعيشه الجزائر وعدد من البلدان العربية ساهم في صناعة العرض لتقديم صورة عن واقع الشباب والهجرة وما يعانيه المهاجرون من مشاكل وصعاب بأرض الغربة مقابل ما توفره الأرض الأم من أمل ومن مستقبل سيتحقق من خلال العمل والإرادة.