أصدر مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات" في بيروت كتابين جديدين للكاتب عدنان أبو عامر، تناولا الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية، وجاء أوّلهما بعنوان "دروس مستخلصة من حرب لبنان تموز 2006"، والثاني بعنوان "ثغرات في جدار الجيش الإسرائيلي". ويقدّم الكتاب الأوّل ترجمة عربية للتقرير الذي أعدّته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، والذي يقدّم تشخيصا دقيقا وتفصيليا لجميع الإخفاقات التي عانت منها "إسرائيل" الدولة، جيشا وحكومة على مدار أشهر عديدة بعد حرب جويلية 2006 ضد لبنان وحتى ديسمبر 2007 . ويذكر مترجم التقرير في مقدّمته أنّ الخبراء الاستراتيجيين الذين صاغوا ما يمكن أن يسمى "النظرية القتالية" زعموا طوال العقود الماضية أنّ هدف القائد العسكري يتمثّل في إرغام خصمه، دولة أو منظمة، على دخول الحرب وفق شروط وقواعد تفرض عليه فرضا، ويكون القائد العسكري على دراية بأنّ جيشه يمتلك تفوّقا نسبيا على العدو، كما يحرص تمام الحرص على أن لا يجرّ إلى حرب يكون التفوّق فيها لصالح خصمه. لكن التقرير يشير إلى أنّ "إسرائيل" خلال حربها الثانية مع حزب الله تجاوزت "النظرية القتالية" فخاضت معركة تمكّن فيها الحزب من الصمود، وانتهت دون انتصار إسرائيلي، على الرغم مما لدى "إسرائيل" من إمكانات هائلة، وقد تسبّب ذلك بمشاكل داخلية لحكومة أولمرت، وسيؤدّي إلى إنهاء نظرية الردع الإسرائيلي، كما طرح علامات استفهام حول وجود "إسرائيل" نفسها، ودورها في خريطة الشرق الأوسط الجديدة. أمّا الكتاب الثاني فهو دراسة تحاول تسليط الضوء على أبرز العيوب والتحديات الداخلية والخارجية التي يتعرّض لها الجيش الإسرائيلي، في ظلّ الأحاديث المتكرّرة في دوائر صنع القرار العسكري الإسرائيلي حول غياب نموذج "جيش الشعب" الذي تغنى به كبار قادة الدولة العبرية. كما تتناول الدراسة الإخفاقات العسكرية للجيش الإسرائيلي، والتي كان آخرها في حرب جويلية 2006 ، وتسعى للإحاطة بمختلف الجوانب التسليحية والبنيوية والهيكلية للجيش الإسرائيلي، مستعينة في ذلك بالأرقام والجداول الإحصائية، التي تعين في التعريف على أبرز نقاط القوّة والضعف لديه. وتظهر الدراسة، الواقعة في 358 صفحة، صورة مغايرة للجيش الإسرائيلي، بعكس الصورة النمطية التي رسمتها وسائل الإعلام، والتي تحيطه بهالة مفتعلة، وقد استخدمت الكثير من المصادر العبرية، محاولة استحضار شواهد إسرائيلية بحتة من داخل البيت، بعيدا عن محاولات التهوين والتهويل التي تصدر عن بعض الجهات العربية لقدرات الجيش الإسرائيلي.