* email * facebook * twitter * google+ افتُتح، ببومرداس أمس، المهرجان الوطني الأول للإبداعات السمعية البصرية للشباب الذي اختير له شعار «شباب مبدعون لمستقبل واعد» بمشاركة 45 عملا تتنافس في ثلاث فئات تخص الأفلام القصيرة والوثائقية والأفلام البانورامية. وسيتم من خلال خمسة أيام من العروض والتنافس، تشجيع الشباب المبدعين بجائزة «المنارة الذهبية»؛ من أجل تطوير إمكانياتهم في الإنتاج السينمائي. يشارك شباب مبدعون في مجال السمعي البصري يمثلون 32 ولاية من مختلف جهات الوطن ضمن الطبعة الأولى للمهرجان الوطني الأول للإبداعات السمعية البصرية للشباب، يتنافسون طيلة خمسة أيام للظفر بجائزة «المنارة الذهبية» التي اتُّخذت تسميتها من منارة «بن غوت» لمدينة دلس العريقة. وحسب منسق لجنة التحكيم المخرج صالح بوفلاح متحدثا إلى «المساء» على هامش انطلاق المهرجان، فإنّ الهدف الرئيس لهذه التظاهرة الثقافية يكمن في دعم الإبداعات الشبانية في المجال السمعي البصري، إضافة إلى خلق جو المنافسة والاحتكاك بين الشباب، وإعطاء الفرصة للهواة لإبراز مواهبهم وعرض إنتاجهم أمام الجمهور العريض، معتبرا تسجيل 96 مشاركة منذ الإعلان عن التظاهرة بغية جمع الأعمال المشاركة، «رائعا، يعكس طموح الشباب المبدعين في مجال السمعي البصري لاسيما إنتاج الأفلام»، وموضحا أنه تم انتقاء في الأخير 45 عملا سينمائيا تمثل ثلاث فئات، هي الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية والأفلام البانورامية التي أضيفت كتشجيع للشباب المبدعين. وأوضح محدّثنا أنّ لجنة المهرجان سجّلت مشاركات إضافية بعد إغلاق باب التسجيلات وصلت إلى 12 عملا إبداعيا؛ ما يعني 38 ولاية إجمالا؛ «مما يدلّ قطعا على أنّ الجزائر تضج بالشباب المبدعين في المجال السينمائي، ندعو الجهات الوصية لدعمها ومرافقتها»، يقول بوفلاح، داعيا أيضا وزارة الثقافة إلى ترسيم المهرجان الوطني للإبداعات السمعية البصرية للشباب بولاية بومرداس، ودعمهم ومرافقتهم ليكون موعدا يتجدد سنويا، موضحا أن ولاية بومرداس شرّفت الألوان الوطنية في عدّة تظاهرات ثقافية وطنيا ودوليا بحصدها 7 جوائز في المجال السينمائي والإخراج؛ «ما يجعلها أهلا لتحتضن تظاهرة سينمائية سنوية من حجم هذا المهرجان الخاص بالإبداعات السمعية البصرية للشباب». وعن الأعمال المشاركة في المهرجان قال صالح بوفلاح إنّها تختلف حسب الميادين الثلاثة المحدّدة من طرف الجهة المنظمة، متحدثا عن ذوق ومستوى ووعي الشباب الجزائريين للإبداع السينمائي والثقافي بشكل عام، بينما قال موسى بلحسن رئيس رابطة الإعلام والاتصال للشباب بولاية بومرداس منظمة المهرجان، إنّ تنظيم هذه التظاهرة الإبداعية يُعدّ فخرا لبومرداس باحتضانها هذه الطبعة الأولى التي أريد لها أن ترسّخ لثقافة السينما بالولاية، خاصة أنّها تزخر ليس فقط بالمعالم الثقافية العريقة بل كذلك بأسماء فنية وثقافية، لها ثقلها على الساحة الفنية والثقافية الوطنية، مناشدا الجهات الوصية دعم ومرافقة مسعى تنظيمها سنويا، علما أنّ هذه الطبعة الأولى سجلت مشاركة مميزة من تونس كضيف شرف، ممثلة في السينمائي الإعلامي إهاب العامري، الذي أكد أنه يشارك في المهرجان بشريط سينمائي للهواة بعنوان «الغربان»، حيث يعلق عليه في دردشة مع «المساء» على هامش التظاهرة، بكونه فيلما من إنتاج الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة ذوي بعد فلسفي؛ إذ يحكي عن هموم الشباب التونسيين اليومية، ومنهم إلى كامل المنطقة المغاربية. وقال إنه سيقدّم خلال المهرجان، محاضرة حول تجربة سينما الهواة في تونس التي صقلت عبر أزيد من سبعة عقود، ما جعلها اليوم هامة، مشيرا إلى كونها تغلبت على الكثير من الصعاب، وحقّقت مكاسب تحسب لها، لاسيما بعدما تمّ تأسيس مهرجان سنوي لفيلم الهواة، وهو «مهرجان قليبيا» بالشرق التونسي. كما تمكّنت من وضع نصوص قانونية تنظّم هذه الفعالية بتونس؛ «ما مكّنها أخيرا من وضع محيط قانوني وآخر مؤسساتي، لدعم سينما الهواة والشباب، وأصبحت مشتلة لإنتاج المحترفين في المجال»، يضيف محدثنا مؤكدا إمكانية وضع هذه التجربة التونسية تحت تصرف المهتمين بسينما الهواة بالجزائر، للنهل منها والأخذ بتجاربها. نشير إلى أنّ «المساء» تحدثت إلى بعض الشباب الذين شاركوا في المهرجان من ولايات غليزان، تيارت، قسنطينة، سكيكدة وغيرها ممن تحدثوا عن امتنانهم لبومرداس لتنظيمها هذا المهرجان، الذي يتيح لهم فرصة تقديم عصارة أفكارهم التي تُختزل في بضع دقائق، لتحاكي واقعا يعيشونه يوميا، فبعضهم يترجم وعدة تقليدية في قالب وثائقي يثمن الموروث المادي وغير المادي لمنطقته، وبعضهم وجد في العمل الخيري موضوعا لفيلمه، وآخر وجد في المعالم التاريخية عنوانا لبانوراما تحاكي جمال المنطقة والوطن.. والمنافسة مفتوحة لهؤلاء المبدعين للظفر ب «المنارة الذهبية» عن فئات ثلاث؛ «الفيلم القصير» و»الفيلم الوثائقي» و»البانوراما».