دعا سفير فلسطين بالجزائر السيد محمد الحوراني كل الأطراف والفصائل الفلسطينية للجلوس إلى طاولة الحوار، وتوفير فرصة استعادة وحدة الموقف الفلسطيني عن طريق إيجاد مركز شرعي واحد يجسد أحادية التمثيل، مشيرا إلى أن الانقسام يؤذي الشعب الفلسطيني ويشتت مواقفه. واعتبر السفير أن توحيد الموقف الفلسطيني ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، داعيا حركة حماس لتجسيده في أرض الواقع للوصول إلى حل عاجل ينهي العدوان الإسرائيلي على غزة، والوصول إلى تفاهم لفتح معبر رفح. وطلب المتحدث في ندوة نظمها مركز جريدة الشعب للدراسات الإستراتيجية، أمس بالجزائر، من حركة حماس الفلسطينية لأن تكون جزءا من حركة فتح ليكون الجميع شركاء في حل القضية الفلسطينية. معبرا عن أمله في اتفاق الفصائل على الحوار في أقرب وقت لاتخاذ موقف صريح موحد بعيدا عن أي تأثير أجنبي، مشيرا إلى أن انقسام الجهات الفلسطينية ساعد إسرائيل على تنفيذ هذا العدوان من خلال عدم التحرك لفك الحصار الذي فرضته والذي شجعها على ارتكاب هذه الجرائم في غزة. من جهته أوضح ممثل حركة حماس الفلسطينية بالجزائر أنه لا يوجد أي خلاف بين حماس وفتح وأن الخلاف الموجود حاليا بشأن القضية الفلسطينية هو "خلاف بين تيار المقاومة وجهات خائنة وليس بين الحركتين"، معبرا عن استعداد الحركة للحوار لتحقيق الوحدة الوطنية. ودعا السفير الفلسطيني جهات إقليمية في المنطقة كإيران أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ككل وأن تكون عاملا مساعدا على الوحدة عبر جيشها وإمكانياتها الاقتصادية. كما انتقد المتحدث باسم الدبلوماسية الفلسطينية موقف بعض الدول العربية التي تريد أن تجعل من القضية الفلسطينية موضوعا لخدمة مصالحها الخاصة على عكس الموقف الجزائري الثابت المساند للقضية دون التدخل في شؤونها الداخلية. وهو السياق الذي أكد فيه رفض الشعب الفلسطيني ما أسماه بالتدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية، في إشارة منه للولايات المتحدةالأمريكية المدعمة لإسرائيل، مشيرا إلى أن هناك حدودا للتأثير الدولي الذي لا يمكن أن يتعدى الخطوط الحمراء المتعلقة بالحوار الفلسطيني الوطني. وقال السيد حوراني أن غياب أمن عربي قومي سمح لأمريكا بالتدخل في الوضع الفلسطيني. وفي هذا الصدد رد المسؤول عن بعض الاتهامات التي توجه للسلطة الفلسطينية بالخضوع لإسرائيل وأمريكا معتبرا إياها مجرد إشاعات ما دامت السلطة الفلسطينية تحترم مبادئ العقد السياسي المتعلق بثوابت الشعب ولم توافق على أي عقد سياسي يمس بها. وهي المناسبة التي استغلها للتوضيح بأن حركة فتح لم تتخل عن تاريخها النضالي أبدا كونها تؤمن بأن حق المقاومة لا يسقط بل ويمنع سقوطه مادام هناك احتلال. ولم يستبعد المتحدث فشل مجلس الأمن في إيجاد حل لإيقاف العدوان بسبب معارضة الولاياتالمتحدة التي تملك حق الفيتو. وهو ما أكده ممثل حركة حماس الذي قال أن الشعب الفلسطيني لا ينتظر من مجلس الأمن ولا من منظمة الأممالمتحدة بكاملها الكثير، باعتبار أن أمريكا هي من تسند الكيان الصهيوني. وفي معرض حديثه؛ دعا ممثل حماس إلى وقف المفاوضات التي لم تحقق نتائج ايجابية منذ 15 سنة والتي لم تجذب إلا المزيد من الويلات والدمار، مقترحا العودة إلى المقاومة التي تبقى الوسيلة الوحيدة للشعب الفلسطيني. كما انتقد المتحدث جامعة الدول العربية التي عجزت عن اتخاذ قرار حيال ما يجري في غزة، معتبرا موقف بعض الدول العربية "بالمخزي باعتبار أن مشكل غزة هو البحث عن مساعدة لفك الحصار وفتح معبر رفح وليس المساعدة بالمؤونة فقط". ومن جهة أخرى عبر المتحدثان باسم فلسطين عن أملهما في أن تتوج زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنتائج ايجابية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. مؤكد ان أن استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي حتما إلى انقلاب الأوضاع في عدة مناطق من العالم حيث ستجد أوروبا نفسها مضطرة لتغيير موقفها.