* email * facebook * twitter * google+ أحيا المتحف المركزي للجيش «الرئيس الراحل الشادلي بن جديد» أمس، الذكرى ال57 لعيد النّصر المصادف ل19 مارس من كل سنة، ببرمجة عدة أنشطة وفعاليات احتفالية بهذه المناسبة التاريخية الخالدة التي أجمع خلالها المشاركون على أن هذا الحدث الهام بالنسبة للشعب الجزائري، يبقى أحد الدعائم المعنوية القوية لانتصار ثورة التحرير المباركة ضد الاستدمار الفرنسي. وأكد مدير المتحف العقيد مراد شوشان، في كلمته الافتتاحية للاحتفالية التي حضرها ألوية وعقداء وضباط في الجيش الوطني الشعبي وأعضاء من الأسرة الثورية وممثلو الحركة الجمعوية وكذا تلاميذ بعض الابتدائيات، أن إحياء ذكرى عيد النّصر يبقى أحد الشواهد المعنوية التاريخية التي رسّخت بطولات وتضحيات قوافل الشهداء والمجاهدين الذين وهبوا أرواحهم فداء للوطن من أجل التحرير والاستقلال، مضيفا بأن هذا اليوم التاريخي الخالد في الذاكرة الوطنية للأمة «أنار طريق ودرب النّصر واسترجاع السيادة الوطنية، وأضاء سماء الحرية تمهيدا ليوم الاستقلال 5 جويلية 1962». ودعا العقيد شوشان، إلى ضرورة تكثيف الجهود على كافة المستويات من أجل تلقين مثل هذه العبر التاريخية للأجيال الحالية والقادمة، قصد التمكّن من ربط هذه الأجيال بتاريخ وطنها وأمتها التي خاضت ثورة من أعظم الثورات المشهود لها عبر العالم أجمع. كما أشار في نفس السياق، إلى أن تخليد هذه الذكرى التاريخية الغالية على كل جزائري، يندرج ضمن تطبيق تعليمات وزارة الدفاع الوطني والقيادة العليا للمؤسسة العسكرية، تجسيدا لمخطط الاتصال لمديرية الإعلام الإيصال والتوجيه الرامي إلى إحياء الأعياد والمناسبات التاريخية والوطنية. وعرفت المناسبة عرض شريط وثائقي يخلد هذه المحطة التاريخية بعنوان «الدبلوماسية الجزائرية إبّان الثورة» من أرشيف المركز العسكري للسمعي البصري»، فضلا عن تنظيم ندوة تاريخية نشطها الدكتور اسماعيل تاحي (أستاذ التاريخ بجامعة المسيلة)بعنوان «ذكرى عيد النّصر للثورة التحريرية... المغزى والعبرة»، تطرق خلالها إلى مختلف مراحل اتفاقيات ايفيان التي سبقت وقف إطلاق النّار أو ما أصبح يعرف بعيد النّصر، مشيدا بالحنكة السياسية والمهارة الدبلوماسية التي كان يتمتع بها طاقم الوفد المفاوض بقيادة كريم بلقاسم وأمحمد يزيد، حيث ذكر بأن نجاح هذه المفاوضات عجّل بالتوصّل إلى الاتفاق حول وقف إطلاق النّار. من جهته قدّم المجاهد وعضو جيش التحرير الوطني بالناحية الثالثة بالقاعدة الشرقية بالأوراس (على مستوى خط شال وموريس) يوسف مصّار، شهادة تاريخية حيّة عن حيثيات عيد النّصر، مشيرا إلى أن هذه المحطة التي سبقتها مظاهرات 11 ديسمبر 1960، تعد بمثابة الدافع الرئيسي والمفصلي لنجاح الثورة المسلّحة، خاصة فيما يتعلق بفك الخناق المفروض على الولايات التاريخية الداخلية ومواجهة النقص الفادح في العتاد والعدة. وتم في الأخير تنظيم معرض تاريخي سلّط الضوء على مختلف المراحل التي عرفتها الثورة التحريرية المظفّرة، إلى جانب عرض أسلحة وذخيرة وعتاد ولباس وأجهزة كان يستخدم خلال حرب التحرير من قبل المجاهدين والفدائيين والمسبلين، حيث استمع الحضور إلى الشروحات التي قدمت لهم من قبل الضباط والعسكريين.