شهدت مدن الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة أمس اعنف المواجهات بين آلاف المتظاهرين ضد مذبحة قطاع غزة وتعزيزات قوات الشرطة الإسرائيلية التي حاصرتهم في محاولة لاحتوائهم ومنع كسرهم للحواجز الأمنية المسلطة عليهم. وتحسبا ليوم الغضب العالمي الذي حدده المجلس الأعلى للعلماء المسلمين قامت قوات الاحتلال بفرض إغلاق تام على الضفة الغربية حيث نشرت الآلآف من جنودها في كل محافظات الضفة والقدسالمحتلة وفرضت قيودا غير مسبوقة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي. ورغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها قوات الاحتلال فإن ذلك لم يمنع مئات الفلسطينيين من الخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة في مختلف محافظات الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة للتعبير عن تمسكهم الوثيق بقطاع غزة وتأكيد تضامنهم مع أبناء شعبهم في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية في ضربة قوية إلى مخططات الاحتلال الرامية إلى فصل القطاع عن الضفة. واندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الذين هتفوا بشعارات "الموت لإسرائيل" وقوات الاحتلال التي لم تتوان في استخدام الرصاص الحي لتفرقة المتظاهرين. وشهدت أحياء مدينة القدسالمحتلة اصطدامات بين آلاف الشباب الفلسطيني الذين خرجوا مباشرة بعد صلاة الجمعة للتنديد بالمذبحة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة والشرطة الإسرائيلية التي حاصرتهم واعتقلت العشرات منهم. كما اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات المحامين الفلسطينيين الذين قاموا بالاعتصام بالقرب من مكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقدسالغربية رافعين شعارات نددوا من خلالها بمذبحة غزة وعناصر الشرطة الإسرائيلية التي حاصرتهم واعتقلت عددا منهم للتحقيق معهم بتهمة الاعتصام من دون الحصول على تصريح لذلك. كما شهدت مختلف العواصم والمدن العربية والإسلامية أمس مسيرات ومظاهرات حاشدة لنصرة سكان قطاع غزة التي تعيش تحت نيران المدفعية الإسرائيلية منذ أسبوعين مخلفة أبشع مذبحة تقترف ضد هذا الشعب الأعزل منذ عقود. وشارك في هذه المسيرات الحاشدة مئات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين من كل المستويات والأطياف العرقية والدينية والتوجهات السياسية. ورفع المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد العربية والإسلامية في هذا اليوم من الغضب شعارات ومطالب موحدة دعت إلى نصرة غزة بالنفس والنفيس ومقاطعة البضائع الأمريكية ومطالبة الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني بقطعها والاقتداء بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على استمرار المحرقة الصهيونية في غزة. وعاشت العاصمة القطرية الدوحة مسيرة شعبية شارك فيها الآلاف من القطريين انطلاقا من أحد المساجد ووصولا الى ملعب نادي قطر الرياضي لإقامة حفل خطابي. وتقدم المظاهرة صاحب دعوى يوم الغضب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الذي خصص خطبة الجمعة لنصرة فلسطين وقال إن "التاريخ لا يرحم" كما طالب بفتح المعابر وحث الحكام على أن يلبوا مناداة شعوبهم لمناصرة غزة بقرارات سياسية. وتساءل عن سبب تخلف الزعماء عن عقد قمة عربية طارئة كما دعا المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية. والمشهد ذاته عاشته كل من الأردن ولبنان وسوريا والجزائر والعراق ومصر وتركيا...وباقي البلاد العربية والإسلامية.