تطور محسوس في زراعة الحبوب وتراجع مستوى إنتاج البطاطا والطماطم عرفت زراعة الحبوب بولاية سكيكدة والتي تمثل نسبة 30 بالمائة من المساحة الصالحة للزراعة والمقدرة ب 179.193 هكتار، أي ما يعادل 46 بالمائة من المساحة الكلية للولاية، تطورا نوعيا خلال السنوات الاخيرة. حيث حققت انتاجا سنويا للحبوب يقدر ب 60000 طن منها 25000 طن كقيمة متوسطة تجمع من قبل تعاونية الحبوب والبقول الجافة، ونفس الشيء يكاد ينطبق على زراعة البطاطا التي تشكل حوالي 25 بالمائة من المساحة الزراعية الكلية، بالخصوص انتاج شتائل بذور البطاطا التي وصل انتاجها خلال السنتين الاخيرتين الى حوالي 800 هكتار على ان تصل خلال الاربع سنوات القادمة الى حدود 2000 هكتار مقابل 2000 هكتار للبطاطا الموجهة للاستهلاك، وعلى الرغم من هذا الكم من الانتاج إلا أن العوائق التي تعترض تطوير زراعة البطاطا بالولاية بنوعيها كانعدام القروض الموسمية وغلاء مواد الإنتاج والبذور ونقص وحدات التخزين المبردة المتخصصة، تبقى بحاجة ماسة الى تدخل الجهات المعنية قصد تسوية كل المشاكل من اجل تحقيق الاهداف الإستراتيجية المسطرة، منها تقليص فاتورة استيراد بذور البطاطا وكذا توفير مناصب شغل دائمة بالخصوص على مستوى المزارع النموذجية بكل من امجاز الدشيش والحروش. أما الزراعة الصناعية والمتمثلة بالأساس في زراعة الطماطم الصناعية، فقد عرفت بالولاية خلال السنوات الثلاث الاخيرة تراجعا كبيرا في الانتاج وصل الى حدود ال70 بالمائة، فخلال سنة 2007 وصلت المساحة الكلية المخصصة لزراعة الطماطم الصناعية الى 2500 هكتار بعد ان كانت سنة 2000 في حدود ال8400 هكتار.. هذا وقد فسر منتجو هذا النوع من الزراعة اسباب هذا التراجع بجملة من المشاكل من اهمها انعدام آليات التفاوض بين الفلاحين ومسؤولي وحدات التحويل بالخصوص فيما يتعلق بتسعيرة المنتوج وبروز نزاعات بين شركاء الغرفة الفلاحية ومصانع التحويل، التي يبقى جلها مغلقا، ناهيك عن الديون التي ما تزال على عاتق عدد كبير من منتجي الطماطم الصناعية. وفيما يخص زراعة القطن بالولاية، فعلى الرغم من المردود الجيد حيث قدر الإنتاج ب40 قنطارا في الهكتار الواحد، يبقى السؤال المطروح هو ما هي اسباب التوقف المفاجئ لزراعة القطن بالولاية. كما عرفت ايضا زراعة مختلف الحوامض ذات الجودة الكبيرة تراجعا كبيرا بالخصوص في نوعية بعض انواع الحوامض بسبب شيخوخة البساتين وعدم استبدالها بأشجار جديدة ونقص إمكانات السقي. ونشير هنا إلى إن انتاج الأشجار المثمرة بالولاية يقدر ب 71170 طن منها 12594 طن إنتاج الزيتون و81800 قنطار كروم و253600 قنطار حوامض، ناهيك عن منتوج الأشجار المثمرة الأخرى المتواجدة في المناطق الجبلية والتي لم تصل بعد الى حد الاكتفاء محليا لا سيما زراعة الزيتون والجوز واللوز والقسطل والكرز، وذلك على مستوى المناطق الجبلية لأولاد أعطية والولجة بو البلوط وبني زيد... ولابد ان نشير هنا إلى أنه وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتطوير وترقية الانتاج الزراعي بالولاية، إلا أن هذا الاخير يبقى مهددا باجتياح الحشرات الضارة كالذبابة البيضاء بمنطقة كركرة ومرض الصدأ الذي يصيب الحبوب ويتلف مئات الهكتارات، وكذا طريقة الجني التقليدية للزيتون.