وقف المثقفون الجزائريون مساء أوّل أمس بمقر "الجاحظية" وقفة تضامنية مع غزّة حضرتها وجوه وطنية وجهادية معروفة منهم السيد عبد العزيز بالخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والذي جاء خصيصا ليؤكّد وقوف الجزائر بكلّ ثقلها الجهادي والسياسي مع المجاهدين الفلسطينيين ومع فلسطين ظالمة أو مظلومة. الجاحظية" كانت مساء أول أمس قطعة من غزّة، حيث تبيّن ذلك من وجوه الذين حضروا، لكن مشاعرهم كانت تلاحق صور غزّة المحترقة، غزّة التي تصنع السيادة في الشهادة وتعيد ترميم الأمة المتصدّعة بأجسام أطفالها ونسائها ومقاوميها الذين قالوا كلمة الرفض "لا للاحتلال الصهيوني"، وقالوا كلمة الجهاد، "لا للمساومة على الأرض والعرض"..غزّة المدينة التي حوصرت بالنار والدّمار إلاّ أنّها مازالت تصنع معجزة الحياة بكلّ صبر وعزيمة، ولم يبق بينها وبين النصر إلاّ خيط الفجر الأبيض. ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اعتلى منبر"الجاحظية" وقال كلمة المجاهدين التي تبثّها الفضائيات في الصور المتلاحقة: "بالرغم من كلّ مشاهد التقتيل ضدّنا، شعبنا في قطاع غزّة المحاصرة في كلّ مناحي الحياة، برغم كلّ هذا، حتى ولو تمكّن الصهاينة من احتلال قطاع غزّة مؤقّتا، فيستحيل قتل المقاومة، هدف الصهاينة قتل روح المقاومة، برنامج المقاومة، ثقافة المقاومة إلاّ أنّ المقاومة وجماهير المقاومة ستخرج من الرماد منتصرة وسوف تتجدّد المقاومة". وأضاف ممثل الجبهة الشعبية "ليس هناك جيش في غزّة، هناك مقاومون مقاتلون مؤمنون بقضيتهم، استطاعوا لحدّ الآن توقيف زحف الصهاينة، هدف الصهاينة الاستفراد بحركة حماس لإنهائها، لن يقووا على حماس ولا على المقاومة لأنّها معركة القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية". وعن الموقف العربي قال ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "موقف تمخّض فحصل على قرار مجلس الأمن ""1860 لم ينفذ القرار، وهو واحد من القرارات التي أصدرتها الأممالمتحدة، بل تمّ شطب بعض القرارات بعد تداعي الموقف العربي الرسمي، هذا القرار يعكس الصمت العربي الرسمي، ونحن في حاجة لتعزيز الصمود في فلسطين ودعم المحاصرين بأشكال متعدّدة، الدعم الجزائري يعدّ من حلقات الدعم لتعزيز الصمود. ومن جانبه تناول ممثل السفارة الفلسطينية في الجزائر الكلمة أشاد فيها بالأطفال الذين سيحملون راية الجهاد، وقال: "سنتحمّل ولا نستسلم" وثمّن الموقف العربي والهبّة الجماهيرية التي ظهرت صادقة في العواصم العربية. أمّا عن دور الجزائر فقال "نحن نشكر الجزائر ونجلّها ونحترمها، الجزائر مع فلسطين، ومازالت على هذا العهد، وأنّ أوّل المناضلين تخرّجوا من شرشال من الجزائر، المساعدات الجزائرية وجمع التبرّعات حتى من الأطفال، هذه هي المواقف الجزائرية الأصيلة، من يقف معنا حياه الله، ومن لا يقف سامحه الله" وقد غاب عن هذه الوقفة التضامنية ممثل حركة حماس، واختتمت هذه الوقفة التضامنية التي افتتحها أطفال بعد قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء بقصيدة شعرية ألقاها شاعر فلسطيني يدرس بجامعة تيزي وزو تحت عنوان "وحدي أنا في حضرتك ". فلسطين كلّ فلسطين التي عشناك في الكلمة الحرة المعبّرة عن الطلقة الشجاعة، نحن في انتظار تطهيرك من الصهاينة، كلّ الصهاينة، وعودتك كاملة من البحر الأبيض إلى نهر الأردن ومن حدود لبنان إلى خليج العقبة جنوبا.. تحريرك فلسطين كلّ فلسطين.