غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس العاصمة المصرية أمس بعد أن أنهى محادثاته مع مدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان حول مضمون المبادرة التي أعلن عنها الرئيس حسني مبارك خلال الأسبوع الثاني لبدء العدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة. وأبلغ الوفد موقف الحركة من هذه المبادرة وعبر عن أمله في أن تتحرك الأمور نحو وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال مصدر مصري على صلة بهذه المفاوضات أن حركة حماس "تجاوبت مع التحرك المصري" لوقف نزيف الدم الفلسطيني خلال المباحثات التي دارت بين الوفدين طيلة الأيام الثلاثة الماضية . وأكد المصدر أن مصر ستواصل جهودها واتصالاتها مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من جهته أن الرد الذي تلقته مصر من حركة حماس حول المبادرة المصرية ستنقله الى إسرائيل معربا عن أمله في أن "تتحرك الأمور". وقال أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان أن بعض تحفظات حركته على المبادرة لقيت تجاوبا من طرف مصر وقال "هنالك صياغات لتعديل بعض نقاطها" بطريقة ترضي الحركة ومصر ولكنه لم يكشف عن طبيعة هذه التغييرات على مضمون المبادرة. وقال حمدان أن أي مخرج للأزمة "بالنسبة إلينا يجب أن يتضمن وقفا للعدوان وسحبا للقوات والآليات وإنهاء الحصار وفتح المعابر. وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت على لسان مسؤولها بالخارج ماهر الطاهر رفضها للمبادرة ذات الصلة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأنها تفرض شروط الاستسلام على الشعب الفلسطيني. بموازاة ذلك قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن الاتصالات مع الجانب المصري تفيد وجود معوقات باتجاه التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وشدد عبد ربه على أن المفتاح لمعالجة كل القضايا هو العمل الفوري لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقبول المبادرة المصرية والذهاب إلى القمة العربية لدعم الموقف الفلسطيني والعربي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1860 وكان زير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس قد أعرب عن "شعوره بالتفاؤل" إزاء فرص التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قريبا مشيرا إلى انه ينتظر تطورات "إيجابية" في هذا الخصوص.