* email * facebook * twitter * linkedin أجمع الباحثون والأخصائيون المشاركون في الأيام الوطنية الرابعة لأمراض الجهاز الهضمي التي احتضنتها باتنة مؤخرا، على أن التغير الذي طرأ على نمط العادات الغذائية وراء تزايد حالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي في الجزائر. دقّ المتدخلون في هذه الأيام الطبية التي خُصصت في طبعتها لسنة 2019 لأمراض المستقيم والقولون، ناقوس الخطر الذي يتسبب فيه الإقبال الكبير على الوجبات السريعة بين الجزائريين في السنوات الأخيرة، والتي لها انعكاسات سلبية على صحتهم، لاسيما علاقتها الوطيدة بظهور الأمراض السرطانية ومنها سرطان الجهاز الهضمي، وتحديدا القولون والمستقيم. وأفاد البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة طب الأورام السرطانية بمركز "بيار وماري كوري" بمستشفى "مصطفى باشا" الجامعي بالجزائر العاصمة، بأنّ "حوالي 7 آلاف حالة جديدة للأمراض السرطانية، تسجَّل سنويا بالجزائر"، مردفا أنّ سرطان القولون والمستقيم أصبح منذ سنة 2015، الأول عند الرجال، والثاني عند النساء، وهو يشهد زيادة مضاعفة. والحل الوحيد في مواجهة هذا الارتفاع يكمن في التشخيص المبكر للمرض". واعتبر نفس الأخصائي بالمناسبة، أنّ "الحملة التحسيسية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم التي انطلقت من بجاية كولاية نموذجية، كانت إيجابية، ونجحت إلى حد الآن بفضل تضافر جهود كل المعنيين بهذه التجربة بمن فيهم الأطقم الطبية". وامتدت هذه الحملة التي تندرج وفق المصدر في إطار المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015 2019، إلى ولايتي عنابة والأغواط. ومن المنتظر أن تنطلق شهر سبتمبر المقبل بولاية باتنة، على أن تتوسع بعد ذلك إلى كل ولايات الوطن. وأضاف البروفيسور بوزيد: "نسعى إلى جعل المخطط الوطني الثاني لمكافحة السرطان 2020 2024، يتضمن تنظيم فحص شامل منظم للكشف عن الأمراض السرطانية؛ ما يسمح بتشخيصها في البداية، وبالتالي التقليل من الإصابة والوفيات بها، وهي طريقة أثبتت نجاعتها في العديد من الدول". أما في ما يخص الوقاية الأولية من هذه الأمراض فشدّد الأخصائي على "ضرورة التقيّد بنظام غذائي صحي، والتقليل قدر الإمكان، من استهلاك اللحوم الحمراء التي أدرجتها المنظمة العالمية للصحة منذ سنة 2014، ضمن المواد المسببة للسرطان (خاصة إذا ما تم الإفراط في تناولها)، ومحاربة السمنة، وممارسة الرياضة بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء". ودعا متدخلون آخرون في هذه الأيام الطبية، إلى "كسر الطابوهات المتعلقة بالكشف عن الأمراض، ومنها تلك التي تمس القولون والمستقيم وفتحة الشرج، والوقاية من مضاعفاتها الخطيرة"، مع التأكيد على الأطباء بوجوب الفحص الدقيق لمرضاهم، والتشخيص الجيد للحالات. كما كشفوا عن أن "إصابات بعض المرضى بسرطان الجهاز الهضمي ومنها المثانة، بلغت حالات متقدمة جدا، واكتشفوا مرضهم في مرحلة ميؤوس منها عندما تقدموا طواعية للفحص الطبي". وتضمّن برنامج الأيام الوطنية الرابعة لأمراض الجهاز الهضمي التي خُصّصت لأمراض القولون والمستقيم، مداخلات طبية بطريقة علمية بحتة حول الطرق المثلى لتشخيصها وعلاجها بالدواء وكذا بالجراحة؛ حيث أكد أغلب المتدخلين أنّ الكشف المبكر عن المرض في مرحلتيه الأولى والثانية، يمكّن من الشفاء بالجراحة بالمنظار. وتُعدّ الأيام الوطنية الطبية لأمراض الجهاز الهضمي - حسب رئيس الجمعية العلمية للأطباء الأوراسيين بباتنة عبد الكريم فوزي مناني - "تقليدا علميا بالجهة"، تنظَّم - وفقه - لتبادل الخبرات والتجارب الطبية؛ حيث تخصص كل سنة لجزء من الجهاز الهضمي، لمناقشة المستجدات العلمية في علاج الأمراض التي تصيبه وطرق الوقاية منها. يُذكر أنّه جرى تنظيم معرض علمي للأدوية والتجهيزات الطبية المستخدمة في علاج الأمراض والكشف عنها، لاسيما سرطانات القولون والمستقيم على هامش التظاهرة العلمية التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى بكلية العلوم الإسلامية بجامعة "الحاج لخضر".