* email * facebook * twitter * linkedin شهدت محافظة جبل لبنان أحداثا دامية أمس، على خلفية الزيارة التي قام بها جبران باسيل وزير الخارجية ورئيس "التيار الوطني الحر إلى بعض المناطق فيها، مما تسبب في وقوع اشتباكات مسلحة تسببت في سقوط قتيلين، وسط مخاوف من أن يتسبب هذا الاحتقان في انهيار اتفاق المصالحة المتوصل إليه سنة 2001 بين المسيحيين الموارنة والدروز. وشهدت منطقة قبر شمون في محافظة جبل لبنان اندلاع اشتباكات مسلحة بعد أن قام محتجون ينتمون للحزب "التقدمي الاشتراكي الذي يقوده وليد جمبلاط بقطع الطرق المؤدية إليها لمنع الطريق عن الوزير جبران باسيل، احتجاجا على تصريحات أدلى بها واعتبروها بمثابة صب زيت على نار الفتنة الطائفية وتمس بالعيش المشترك بين الدروز والمسيحيين من سكان جبل لبنان. واندلعت المواجهات عندما حاول صالح الغريب وزير النازحين الانضمام إلى جولة وزير الخارجية جبران باسيل، قام على إثرها سكان دروز بالاعتراض على ذلك مما أدى إلى تبادل لإطلاق النيران بين الحرس الخاص لوزير شؤون النازحين مما أدى إلى مقتل اثنين من بينهم. وقال الوزير صالح الغريب إن "ما شهده الجبل اليوم كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال صريحة"، مشيرا إلى أن موكبه تعرض لإطلاق النيران "بشكل مباشر". واضطر الرئيس اللبناني ميشال عون مباشرة بعد ذلك إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لاحتواء الوضع الأمني في المنطقة في نفس الوقت الذي أجرى فيه رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالات مكثفة مع قيادات الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني لضبط الوضع وتفادي كل تصعيد قد يؤجج الفتنة الطائفية "النائمة" منذ سنوات في لبنان. وطالب الرئيس اللبناني القوات المسلحة والأجهزة الأمنية باتخاذ كل الإجراءات لضبط الوضع الأمني في منطقة الجبل، فيما أكد وزير الدفاع اللبناني إلياس أبو صعب، أن القوات المسلحة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار. وطالب المجلس الأعلى للأمن في ختام اجتماعه بإلقاء القبض على كل المشتبه فيهم بإطلاق النار على الموكب الوزاري وإحالتهم على العدالة لتحديد المسؤوليات في هذه الحوادث الدامية.