طيلة 22 يوما من العدوان الصهيوني على غزة لم يحرك الغرب ساكنا، باستثناء نداءات تترجى الكيان الصهيوني بوقف قصف المدنيين، القصد منها ذر الرماد في العيون، بعد أن رفضت إدارة الكيان الصهيوني الانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي. عندما كانت أجسام أطفال ونساء غزة تتطاير أشلاء من وحشية القصف كانت دول الاتحاد الأوروبي تلقي باللائمة على المقاومة الفلسطينية التي تصدت بكل بطولة رغم عدم تكافؤ ميزان القوى، وبمجرد أن تعلق الأمر بما يسمى "حماية أمن إسرائيل" سارعت معظم الدول الأوروبية إلى عرض خدماتها بالمجان لحماية "أمن إسرائيل" برا وبحرا من تهديدات خطر "تهريب" الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية. هذا هو الغرب الذي أكد من جديد خلال العدوان الأخير انحيازه التام للكيان الصهيوني، بل بتبنيه ولو بطريقة غير معلنة للمحرقة التي راح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد، لأن أمن إسرائيل يمر قبل كل شيئ ولو على أشلاء الأطفال الفلسطينيين. وما مسارعة هذه الدول إلى المشاركة في اجتماع شرم الشيخ إلا دليل على أن حماية المعابر لتشديد الخناق على الشعب الفلسطيني أولى وأهم من حياة شعب بكامله، وأن أمن الصهاينة بالنسبة لهم أهم من أمن الفلسطينيين وحتى العرب. من هنا تطرح من جديد ضرورة إعادة النظر في علاقات العرب مع الاتحاد الأوروبي وفق ما يضمن مصالحهم الأمنية والسياسية والاقتصادية، ووفق ما يجعلهم طرفا فعالا في التكتلات الجهوية.