* email * facebook * twitter * linkedin فنّد المدير العام للغابات على محمودى، أمس، وجود ما اصطلح على تسميته مافيا "الفحم". ودعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء كل ما ينشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي، من منطلق أن المتسبب الرئيسي في حرائق الغابات هو إهمال المواطنين وأصحاب الأملاك المتواجدة وسط الغابات، مشيرا إلى مراسلة وزير الفلاحة ولاة 14 ولاية الساحلية، لإجبار أصحاب الأملاك الخاصة على الحصول على تراخيص من مصالح الغابات للقيام بعمليات تنظيف مساحاتهم لإعادة استغلالها في المجال الفلاحي فقط. كما أشار المدير العام للغابات، في ندوة صحفية قيّم فيها مخطط مكافحة الحرائق، إلى أن 95 بالمائة من الحرائق سببها الإنسان، وذلك بالنظر إلى ارتفاع زوار الغابات للاستجمام والطهي في الهواء الطلق، وعند إطفاء المواقد لا يتم التأكد من إخماد كل الجمرات، فجمرة صغيرة يمكنها أن تسبب حريقا مهولا وسط الغابة. وعلى صعيد آخر تطرق محمودي، إلى العودة القوية لملاك الأراضي القريبة من الغابات أو تلك التي تقع في مناطق مهجورة، والتي تحولت بفعل الزمن إلى غابات صغيرة، وذلك بهدف استغلالها أو بيعها، وهنا يتم إضرام النيران لحرق الأحراش والأدغال، حيث تنطلق أولى شرارات الحرائق الكبيرة التي عرفتها العديد من الولايات. وقد تم إعلام الوزارة الوصية بالموضوع، وبادرت في هذا الشأن بمراسلة ولاة الشريط الساحلي لإجبار أصحاب هذه الأراضي على طلب ترخيص من محافظي الغابات لتثمين هذه المساحات في المجال الفلاحي فقط، من منطلق أنه يمنع إنجاز سكنات فردية وسط الغابات. وأكد محمودي، أن مديرية الغابات لا تطمح إلى استرجاع أملاك الخواص، غير أن إهمال هذه المناطق لعدة سنوات جعلها تابعة لقطاع الغابات بحكم القانون 84/12، وعليه فإن كل عمليات تنظيف هذه المساحات أو مسحها لإعداد مخططات ملكية لن يتم مستقبلا إلا بترخيص من محافظات الغابات، أما بالنسبة لعمليات مسح الأراضي فلا يسمح بالدخول إلا لخبير عقاري معتمد من طرف المحكمة، وهي الإجراءات التي تدخل في إطار الوقاية وحماية المساحات الغابية من الإهمال والحرق. وفيما يخص الأخبار المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي" فايسبوك" بخصوص تسبب "مافيا الفحم" في ارتفاع عدد الحرائق، فنّد المدير العام للغابات هذه المعطيات، كما فنّد صحة صور القردة المحروقة المتناقلة على أساس أنها صور من حظيرة جرجرة، مشيرا إلى أن إنتاج الفحم يتطلب تقنيات وأفران، بالإضافة إلى استعمال حطب لأشجار خضراء لضمان فحم قابل للاشتعال. وقد حجز أعوان الغابات في الفترة الأخيرة 58 قنطارا وأكثر 400 من كيس من الفحم تم إنتاجها بطرق غير مشروعة وسط الغابات، في حين أحصت مديرية الغابات 34 وحدة لصناعة 9 آلاف قنطار من الفحم. 126 حريق أتلف 1184 هكتار خلال 4 أيام وفيما يخص الإحصائيات الأخيرة لحرائق الغابات أشار محمودي، إلى تسجيل 126 حريق بين 1 و4 أوت الجاري، تسببت في إتلاف 1184 هكتار منها 477 هكتار من الغابات، 203 هكتارات من الأدغال و505 هكتارات من الأحراش، أي بمعدل 31 حريقا في اليوم وإتلاف 9,4 هكتار لكل حريق. كما بلغ عدد بؤر الحرائق المسجلة منذ الفاتح جوان إلى 4 أوت الجاري، 1246 حريق أتلف 9004 هكتارات، منها 2363 هكتار من الغابات أي 26 بالمائة من المساحة الإجمالية المتلفة، حيث مست ألسنة النيران أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والبلوط الإقليمي، إلى جانب عدد من أشجار الأرز الأطلسي، بالإضافة إلى 2530 هكتار من الأدغال (28 بالمائة) و4111 هكتار من الأحراش (46 بالمائة). واحتلت ولاية تيزي وزو صدارة ترتيب الولايات الأكثر تضررا من الحرائق بعد إتلاف 1480 هكتار على خلفية تسجيل 196 حريق، وهو ما يمثل 78 بالمائة من المساحة الإجمالية المتلفة، لتليها ولاية عين الدفلى ب56 حريقا أتلفت 1191 هكتار، ثم تيسمسلت ب34 حريقا أتت على 1161 هكتار ثم بجاية ب87 حريقا و1037 هكتار متلفة. وأرجع محمودي، سبب ارتفاع حرائق الغابات بولاية تيزي وزو، إلى ارتفاع عدد سكان المناطق الغابية، وهو ما يجعل احتمالات بؤر الحرائق مرتفعة، خاصة وأن السكان ينشطون في المجال الفلاحي وتربية الأبقار، وهناك تصرفات خاطئة وسط الفلاحين تخص حرق فضلات الحصاد للرفع من خصوبة التربة، كما أن الموالين يقومون بحرق النباتات اليابسة لتجديد الغطاء النباتي، وهو ما يرفع انتشار ألسنة النيران وسط الغابات والنسيج النباتي المحيط بالمستثمرة الفلاحية أو الإسطبل. وردا على أسئلة الصحافة حول تعويض المهنيين المتضررين من الحرائق أكد محمودي، أن تجربة تعويض الفلاحين والموالين مثلما حدث سنة 2017، لن يتم العمل بها هذه السنة من منطلق أن هناك مؤسسات تأمين تقترح عدة خدمات خاصة بتعويض الخسائر، وما على المتضررين إلا التقرب منها. أما فيما يخص نتائج التحقيقات الأمنية التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني حول أسباب الحرائق، أشار المدير العام للغابات، أن المديرية العامة للدرك الوطني راسلت كل مصالحها لفتح تحقيقات معمقة في الحرائق التي يشتبه في اندلاعها بفعل فاعل، مؤكدا أن مديرية الغابات مهتمة حاليا بمراقبة الغابات والتدخل الاستباقي لإخماد أولى بؤر الحرائق قبل اتساعها. كابل كهربائي وراء حريق جبل الوحش وعن آخر حريق عرفته ولاية قسنطينة، أشار محمودي، إلى أن التحقيقات الأولية أكدت أن سقوط كابل كهربائي وسط الغابة أدى إلى اشتعال النيران، وبسبب هبوب رياح ساخنة وصعوبة المساك، وجد أعوان الغابات المدعمين بأعوان الحماية المدنية، صعوبة كبيرة في السيطرة على الحريق الذي أتلف 388 هكتار، بالإضافة إلى نفوق 6 أبقار واحتراق شاحنة نصف مقطورة كانت بالطريق السريع المار بالقرب من محيط الغابة. وعن سبب عدم اللجوء إلى إخماد النيران من الجو للحد من الخسائر، أكد المتحدث استخدام كل الإمكانيات التقنية والبشرية للتدخل السريع وإخماد الحرائق، مشيرا إلى الاستعانة بطائرتي هليكوبتر تابعتين للمديرية العامة للحماية المدنية متخصصتين في إخماد النيران من الجو. أما عن عدم اقتناء طائرات "الكنادير" العالمية المصنعة بكندا والمتخصصة في إخماد الحرائق، فأوضح المتحدث أن هذه الطائرات لم تمنع من توسع الحرائق التي أتلفت مساحات تزيد عن 800 ألف هكتار في كندا مؤخرا، مشيرا إلى أن ظاهرة الحرائق تخص كل دول العالم وليست مقتصرة على الجزائر. وعن البرنامج الوطني للتشجير أشار محمودي، إلى أن كل محافظات الغابات تشرع مباشرة بعد الأمطار الخريفية الأولى في أكبر حملة وطنية للتشجير عبر كامل التراب الوطني، وهو ما يتزامن مع 25 أكتوبر من كل سنة، لتتوقف العملية يوم 31 مارس، وهو التاريخ الذي يرتفع فيه الطلب على المشاتل التابعة للمديرية العامة للغابات من طرف الجمعيات لتواصل هي عمليات التشجير، مؤكدا أن طاقات مشاتل المديرية تفد ب900 ألف مشتلة، ومن خلال التعاون مع باقي المشاتل التابعة لمجمع الهندسة الريفية يمكن توفير 4 ملايين شتلة. كما أعلن مدير الغابات عن اتصالات مع وزارة البيئة والطاقات المتجددة لإطلاق هذه السنة للإعداد لأكبر حملة تشجير على المستوى الوطني، وذلك في إطار البحث عن ممول جديد لاقتناء 4 ملايين شتلة من الخواص. الحرائق مست 38 ولاية وفيما يخص الولايات المتضررة بالحرائق، فقد تم إحصاء اندلاع حرائق عبر 38 ولاية من أصل 40 ولاية تضم مساحات غابية، في حين لم تسجل إلى غاية اليوم حرائق بولاتي معسكر والبيّض. وعن معدلات خسائر الحرائق كشف محمودي، عن إتلاف أقل من 100 هكتار عبر 23 ولاية، وبين 101 و300 هكتار عبر 7 ولايات، وبين 301 و500 هكتار عبر 6 ولايات، وأكثر من 500 هكتار عبر 4 ولايات، وسجل أكبر مساحات متلفة بالحرائق بالجهة الوسطى ب5599 هكتار وهو يمثل 62 بالمائة من مجموع المساحات المتلفة، تليها الجهة الشرقية ب 2577 هكتار، وهو ما يمثل 29 بالمائة، والجهة الغربية ب828 هكتار وهو ما يمثل 9 بالمائة من مجموع المساحات المتلفة. وزير الداخلية يعاين الخسائر بتيزي وزو وبجاية في سياق متصل عملت "المساء" من مصادر مقربة من المديرية العامة للغابات، عن تنظيم اليوم طلعة جوية بحضور كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية صلاح الدين دحمون، والمدير العام للغابات على محمودي، والمدير العام للحماية المدنية بوغلاف بوعلام، لتقييم خسائر حرائق الغابات بولايتي بجاية وتيزي وزو.