* email * facebook * twitter * linkedin تتجه ولاية عنابة نحو دعم أهم مقوماتها السياحية، المتمثلة في السياحة الحضرية، من خلال الإعداد لمشاريع من شأنها إعادة رسم وتثمين الصورة الجمالية لبونة الأنيقة، حسب تعبير مسؤولين تنفيذيين في الولاية، ويمثل مشروع إعادة فتح ميناء عنابة على المدينة، من خلال استحداث مشاريع سياحية وترفيهية، انطلاقا من التصورات المقترحة لبعث السياحة الحضرية، وتعزيز مكانة عنابة التي تسجل بحلول كل موسم اصطياف، توافدا لافتا للسياح من داخل وخارج الوطن، كمنطقة استقطاب سياحي بامتياز. يعد مشروع المحطة البحرية الجديدة الذي ينجز وفق تصميم عصري، بمقاييس دولية لخدمات النقل البحري للمسافرين، حجر الزاوية لتجسيد هذا التوجه بمشروع ينجز بتمويل خاص لمؤسسة ميناء عنابة، وغلاف مالي أولي قيمته 2،5 مليار دينار، وبقدرة استيعاب قدرها 100 باخرة لنقل أكثر من مليون مسافر سنويا. يرافق هذا المشروع الذي يرتقب إنهاء أشغال إنجازه سنة 2019، مشروع سياحي نوعي يتمثل في شرفات الميناء، التي يرتقب من خلالها فتح الميناء على المدينة، وبعث السياحة الحضرية وترقية الخدمات الترفيهية ومرافق الاستجمام بمدينة عنابة. هذا المشروع ذي الطابع الجمالي والاستجمامي، الذي انطلقت أشغال إنجازه دون أن تبلغ الوتيرة الضرورية لتسليمه في الآجال المحددة، سيكون متنفسا لزوار المدينة والسياح الوافدين، من خلال توفير خدمات الإطعام وتناول مختلف أنواع المشروبات والمثلجات، بالإضافة إلى الترفيه والراحة والاستمتاع بنسمات البحر، لتكون امتدادا للمقاهي المفتوحة بساحة الثورة، التي تستقطب يوميا الوافدين على المدينة. ولإعادة رسم وجه المدينة الأنيق، تطمح ولاية عنابة إلى تحويل ميناء الصيد البحري الحالي، الذي لم يعد يتسع لاحتواء مراكب وسفن الصيد الناشطة في القطاع، إلى مكان للنزهة، وإنجاز آخر جديد للصيد البحري بمنطقة جوانو (سيبوس) في مدينة عنابة. تم في هذا الإطار، إعداد دراسة خاصة بهذا المشروع، مع تخصيص أرضية تتربع على 2000 هكتار، لإنجاز ميناء جديد للصيد البحري بمنطقة سيبوس، حسبما ذكره مسؤولون في ولاية عنابة، الذين أكدوا أن الصورة الجديدة لعنابة السياحية، ستصنعها منطقة الميناء بالمنشآت الجديدة الجاري إنجازها، والأخرى المقترحة للتسجيل. في انتظار تجسيد هذه المشاريع، تبقى السياحة الحضرية السمة المميزة لعنابة، والمقصد المفضل للوافدين عليها، فيوميات صيف عنابة تصنعها حركة ذهاب وإياب لا متناهية للراجلين على ساحة الثورة، الذين يتوافدون على مقاهيها المفتوحة وشرفات بيع المثلجات التي لم تفقد سمعتها، ولم تتهاون في الحفاظ على نوعيتها. ظلال أشجار "الفوكيس" مقصد مفضل للمسنين لعل ما يزيد ساحة الثورة أناقة، أشجار "الفوكيس" المعمرة المرصعة على امتداد فضاء الساحة، لتجعل من ظلالها مقصدا لكبار السن، خاصة فئة المتقاعدين الذين اعتادوا التلاقي تحت ظلال هذه الأشجار، حيث تنبعث نسمات البحر القادمة من منطقة الميناء، للاطلاع على ما تحمله كتابات الجرائد، وتبادل أطراف الحديث حول ما يهم حياتهم اليومية. أما مقصد الشباب، فهو كورنيش عنابة الذي لا تهدأ به يوميا حركة الذهاب والإياب طيلة موسم الصيف، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. كورنيش عنابة الذي يجمع ثمانية شواطئ حضرية مطلة على المدينة، تحولت بتعاقب السنين وتطور خدمات الاصطياف، إلى وجهة للمشي على الأقدام من طرف المصطافين بامتياز. فما من زائر أو مصطاف يحط رحاله في أحضان بونة المضيافة، إلا وشدته أفواج الراجلين لساعات طويلة تمتد إلى ساعات متأخرة من ليالي صيف بونة، فمزيج قوافل الشباب والفتيات وحتى كبار السن، خاصة الأمهات وهن يصحبن الأطفال، يمثّل الموعد اليومي للمشي انطلاقا من شاطئ فلاح رشيد "سان كلو" سابقا إلى غاية شاطئ ريزي عمر المعروف باسم "شابوي"، بحثا عن الاستجمام والانتعاش بنسمات البحر طيلة أيام الصيف الحارة. إنها حركة ذهاب وإياب لا متناهية، تصنع الزحمة ببعض مقاطع الكورنيش الذي هُيئت به فضاءات لبيع المثلجات، وهي أيضا صور جميلة لشبان وشابات يتبادلون أطراف الحديث تارة، ويصنعون لوحات طريفة أخرى، بحركات راقصة على أنغام الموسيقى المنبعثة من شرفات محلات بيع المثلجات والمأكولات الخفيفة. لمرافقة الإقبال المتزايد للمصطافين على الكورنيش العنابي، الذي زاده موقعه داخل النسيج الحضري للمدينة، عوامل استقطاب سياحي استحدثت العديد من النشاطات التجارية والخدماتية والترفيهية، لتلبية احتياجات المصطافين وبعث نشاطات مرتبطة بالخدمات السياحية، فهذه الفضاءات مهيأة لبيع مستلزمات الصغار والكبار، بالإضافة إلى الإطعام وبيع الحلويات والمثلجات التي يجد فيها المصطافون والأولياء ضالتهم، لمتعة وترفيه صغارهم أو تناول كأس من الشاي أو المثلجات قبالة زرقة البحر. ما يزيد كورنيش عنابة استقطابا، رمال شواطئها الحضرية التي تستقبل العائلات التي تفضل أن تتقاسم عشاءها مع نسمات البحر، فتصنع بذلك أجواء عائلية ترفيهية تستهوي الكبار قبل الصغار، إذ نجد مجموعة من العائلات تجتمع هنا وهناك حول مائدة العشاء بشواطئ محروسة آمنة ومضيئة، يتم تبادل الوجبات وأطراف الحديث، في حين تستمتع مجموعات أخرى بمداعبة أمواج البحر تارة، وتذوق الشاي تارة أخرى. على امتداد سبعة كيلومترات، انطلاقا من شاطئ "سانكلو" إلى غاية منارة رأس الحمراء، حيث هيئ فضاء للاستجمام بأعالي المدينة، لا تغيب أجواء الاصطياف العائلي بعنابة، في انتظار تجسيد مشاريع سياحية تدفع بالنشاط السياحي إلى الأمام.