تحول كورنيش عنابة الساحر بمرور السنين وتطور خدمات الاصطياف إلى وجهة لترجل المصطافين بامتياز، صانعا بذلك طوال أيام السنة أبرز المشاهد التي زادت خلال الأيام الماضية، حيث جالت فيه قوافل الشبان والشابات والعائلات وهي ترافق الأبناء وحتى الأولياء المسنين "أمهات أو جدات"، في موعد يومي للترجل يمتد إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. من شاطئ "سان كلو" سابقا إلى شاطئ ريزي عمر "شابيوي"، تطوف يوميا أفواج العائلات وحتى سكان المدينة وضيوفهم من الأقارب من داخل الوطن وخارجه، على امتداد الكورنيش، بحثا عن الاستجمام والانتعاش بنسمات البحر. فهي حركة ذهاب وإياب لا متناهية تصنع الزحمة ببعض مقاطع الكورنيش الذي هيئت به فضاءات لبيع المثلجات، وهي أيضا صور جميلة لمجموعات من الشابات يترجلن ويتبادلن أطراف الحديث بكل أريحية تارة، ولوحات طريفة يصنعها الشباب بحركات رشيقة ورقصات تلقائية تجاوبا مع نغمات الموسيقى المنبعثة من منصة سهرات "ديي دجي عنابة" تارة أخرى. ولمرافقة الإقبال المتزايد للمصطافين على الكورنيش العنابي الذي زاده موقعه بداخل النسيج الحضري للمدينة عوامل استقطاب سياحي، استحدثت العديد من النشاطات التجارية والخدماتية والترفيهية قصد تلبية احتياجات المصطافين وبعث نشاطات مرتبطة بالخدمات السياحية؛ فهذه فضاءات مهيأة لبيع المثلجات ومختلف المشروبات والمأكولات الخفيفة وأخرى لألعاب الأطفال، خاصة منها الألعاب المائية التي تمكن الأطفال من التسلية والترفيه والتقاط صور تذكارية طريفة رفقة أوليائهم. وغير بعيد عن فضاءات بيع المثلجات وألعاب الأطفال المائية، يفضل بعض المارة اقتناء كوب من الشاي أو أكل الذرة المشوية، في الوقت الذي يستوقف المارة مصور بورتري هاوي يجسد بأنامله بورتريهات لمن يهوى الذكرى والتذكر ببصمة فن الرسم الراقي. وإذا كان رصيف الكورنيش العنابي يستقطب المترجلين من الشباب والعائلات ويعرض عليهم اقتناء أكسيسورات الزينة الخاصة بالأطفال والشباب، فإن الشواطئ الحضرية تبقى الوجهة المفضلة للسهرات العائلية في هذه الأيام الصيفية الحارة. فسواء بالشواطئ الحضرية "سانكلو" أو "شابوي" أو بالشواطئ الأخرى عبر الساحل العنابي، على غرار الخروبة وطوش وعين عشير، فإن الأجواء العائلية تصنع المشهد يوميا منذ حلول موسم الاصطياف وارتفاع درجات حرارة الجو، لتجد العائلات في الشواطئ وجهة مثالية للاستمتاع بنسمات البحر، فمجموعات من العائلات تجتمع هنا وهناك حول مائدة العشاء بشواطئ محروسة آمنة ومضيئة تتبادل الوجبات وأطراف الحديث، في حين تستمتع مجموعات أخرى بمداعبة أمواج البحر تارة وتذوق الشاي تارة أخرى.