* email * facebook * twitter * linkedin ينظم مخبر الدراسات النحوية واللغوية بين التراث والحداثة في الجزائر، والتابع لكلية الآداب واللغات بقسم اللغة العربية وآدابها "جامعة ابن خلدون تيارت"، يومي 18 و19 ديسبمر المقبل، مؤتمرا دوليا بعنوان "إستراتيجية القراءة بين مقصدية النص ومرجعية القارئ". جاء في توطئة الملتقى، أنه إذا كانت غاية كل متدبر أو قارئ نص ما هي كشف عالم النص والاهتداء إلى مقصديته، وتحديد ما يرمى إليه صاحب الخطاب، فإن الوصول إلى هذه الغاية ليست أمرا ميسورا دائما، نظرا لعوامل عديدة، منها؛ القراءة نشاط حجاجي متعدد الوجوه، تكتنفه زئبقية اللغة. العلاقة بين صاحب النص (المرسل) وقارئه (المتلقى) علاقة غير متوازنة البتة. اختلاف القراء في مشروعية القراءة ومرجعياتها المختلفة. العوامل الخارجية عن النص والتي تنعكس آثارها على موقف القارئ، والأحكام المسبقة والخلفيات الثقافية والفكرية والحضارية. واختلاف نظرة الجماعات الثقافية والفكرية التي يمثلها القارئ، للحياة والكون وما وراء الكون. بهذا أصبحت القراءة نشاطا تواصليا بين المتلقي وصاحب النص، تتبين بواسطتها نظرة كل قارئ إلى ما يراه أجدى من رأي غيره المخالف له، ومحاولته عبر الجدل الدلالي إيجاد البراهين على تأكيد وصحة ما يذهب إليه، ونقص دعوى خصمه. لذلك فإن مخبر الدراسات النحوية واللغوية بجامعة "ابن خلدون" تيارتالجزائر، وضع بين أيدي الباحثين والأكاديميين والخبراء والأساتذة ورقة هذا الملتقى الدولي، تحت عنوان "إستراتيجية القراءة بين مقصدية النص ومرجعية القارئ". كما تدور الإشكالية التي يطرحها الملتقى حول الكفاءات القرائية التي أطرت الآليات اللغوية في قراءة الخطاب، ويمكن حصرها في الأسئلة الآتية: هل كانت الظاهرة اللغوية في خدمة النص وضبط مقصديته؟ هل التعدد القرائي للنص الواحد تفرضه طبيعة اللغة العربية، أم هو مجرد تحامل وإجحاف في حقها وحق النص المقروء؟ وهل يمكن اعتبار القارئ عاملا من عوامل التعدد الدلالي، على أساس أن القراءة فعالية ذهنية يقوم بها المتأمل أثناء تعامله مع المقروء، أم هناك حجب تمنع المعنى من الظهور وتجعل الإمساك به أمرا مستحيلا؟ للإجابة على هذه الإشكاليات، تم وضع خطة يسير عليها هذا المتلقي وتجسدها المحاور الآتية؛ المحور الأول "الممارسة القرائية في التراث: (الفرق المذاهب الفقهية)، ويشمل على مباحث دلالة التركيب، دلالة الألفاظ، دلالة الصيغ ومعاني أبنية اللغة العربية، ودلالة السياق. أما المحور الثاني، فيقع تحت عنوان "إستراتيجية القراءة عند المستشرقين"، ويضم مباحث القراءة الناقدة، القراءة الراشدة، وأهمية الترجمة في حوار الثقافات. في حين يهتم المحور الثالث بإشكالية الخطاب الصوفي، وسيتم من خلاله دراسة دلالة المصطلحات الصوفية، دلالة الرمز اللغوي والدلالة اللغوية. أما المحور الرابع، فجاء تحت عنوان "القراءة وقضايا تأويل النص الأدبي"، وضم مباحث التفكير اللساني والنظرية النقدية المعاصرة، اللسانيات وتحليل الخطاب، ولوافت الانتماءات الثقافية في النشاط الأدبي والنقدي قديما وحديثا.