* email * facebook * twitter * linkedin استقبل سكان عدة تجمعات ريفية بمنطقة الونشريس (ولاية تيسمسيلت) ككل سنة، يوم عاشوراء بطريقة خاصة ومميزة، من خلال التسمك بالعادات والتقاليد التي توارثوها أبا عن جد. يتميز الاحتفال بيوم عاشوراء في بعض المناطق، على غرار "المقطع" في بلدية برج بونعامة و«القدادرة" بسيدي سليمان و«بني بوجمعة" في بوقائد، بإعداد العائلات طبق "كسكسي البلوط" و«الكسكسي العادي"، بغية إطعام الفقراء والمعوزين وتوزيعها على مساجد الجهة. تشكل هذه المناسبة الدينية فرصة لشيوخ وأعيان وعقلاء التجمعات الريفية بمنطقة الونشريس، لعقد لقاءات وإصلاح ذات البين بين العائلات المتخاصمة، فضلا على المساهمة في تزويج الشباب المعوز. في هذا الشأن، يقول السيد منصور، أحد أعيان منطقة "متيجة" ببلدية برج بونعامة، إن "يوم عاشوراء مناسبة لاجتماع أعيان وشيوخ الجهة للمساهمة في حل أي نزاع يحدث بين العائلات أو الأزواج أو الجيران"، وأضاف أن "مسجد منطقة ‘متيجة' وكذا زاوية الشيخ مولاي العربي بن عطية الطويل بنفس الجهة، لهما الدور الكبير في المساهمة في إطعام المساكين وإصلاح ذات البين، خلال هذه المناسبة الدينية". لا يقتصر الاحتفال بيوم عاشوراء بالتجمعات الريفية لمنطقة الونشريس، بتحضير الأطباق التقليدية وإطعام الفقراء والمعوزين فقط، بل يتميز أيضا بإقامة عدة أنشطة تراثية ودينية، منها عروض الفنتازيا التي تشتهر بها مناطق "متيجة" و«المقطع" و«السواعد" ببرج بونعامة و«بني يوجمعة" و«البواطيط" في بوقايد، فضلا على حلقات الذكر والمدائح الدينية بمساجد وزوايا الجهة. كما لا تخلو مساكن المناطق الريفية بالونشريس من طقوس تنتشر بكثرة خلال مناسبة عاشوراء، أبرزها تزين المرأة بالحناء التي يقتصر تحضيرها على النساء المسنات اللواتي يطلق عليهن كبيرات الدوار. في هذا الجانب، تقول الحاجة عربية من منطقة "المقطع" ببلدية برج بونعامة، إن "تزيين المرأة، لاسيما الشابات بالحناء، عادة توارثناها منذ القدم، حيث أنني أقوم شخصيا بتزيين بنات منطقتي بالحناء ليلة عاشوراء، كتعبير للاحتفال بهذه المناسبة الدينية التي نستقبلها كل سنة". كما يعد شعراء القصيدة الملحونة والحكواتيون حلقات بساحات مهيأة على مستوى مناطق ريفية. تستقطب إليهم عددا غفيرا من المواطنين ممن يحبون الاستماع للقصص التراثية والدينية والتاريخية. يشكل الاحتفال بيوم عاشوراء بالنسبة لسكان التجمعات الريفية والحضرية في ولاية تيسمسيلت، مناسبة دينية للصيام وإخراج الزكاة بما يساهم في إسعاد الفقراء والمحتاجين. ازدهار تجارة المنتوجات الحرفية من جهة أخرى، تشهد تجارة بيع المنتوجات الحرفية المعروضة للبيع، بمناسبة يوم عاشوراء، لاسيما في شوارع مدينة تيسمسيلت، ازدهارا كبيرا وإقبالا متزايدا للمواطنين، فالمتجول بحي "السبع" وسط تيسمسيلت، يلاحظ حركة غير عادية للمواطنين من أجل اقتناء الأواني الطينية والفخارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأكلة التقليدية، خاصة "الكسكسي" الذي تشتهر به الجهة. يقول في هذا الشأن عثمان، بائع المنتوجات الحرفية في نفس الحي، إن الاحتفال بيوم عاشوراء مناسبة لبيع الأواني الطينية والفخارية، وكذا الخبز التقليدي الذي يكثر عليه الطلب خلال هذه الأيام. لا يعد حي "السبع" المكان الوحيد بمدينة تيسمسيلت الذي تنتشر فيه تجارة المنتوجات الحرفية، لكن يستقطب من جهته حي "119 مسكنا" عددا معتبرا من باعة الأواني الطينية والخشبية والفخارية، وكذا الزرابي، إذ تحظى بضاعتهم برواج كبير لدى المواطنين. كما يعرف شارع "أول نوفمبر" بوسط تيسمسيلت، إقبالا منقطع النظير للمواطنين من أجل اقتناء التوابل الطبيعية التي تستخدم في تحضير طبق الكسكسي خلال مناسبة عاشوراء، فضلا على اقتناء الخبز التقليدي والتين المجفف الذي يفضل تناوله الكثير من المواطنين في هذه المناسبة، إلى جانب عرض العطور المصنوعة بطريقة تقليدية والمواد التي تستعمل في البخور.