استقبل سكان عدة تجمعات ريفية بمنطقة الونشريس (ولاية تيسمسيلت) ككل سنة يوم عاشوراء بطريقة خاصة ومميزة من خلال التسمك بالعادات والتقاليد التي توارثوها أبا عن جد. ويتميز الاحتفال بيوم عاشوراء ببعض المناطق على غرار "المقطع" ببلدية برج بونعامة و"القدادرة" بسيدي سليمان و"بني بوجمعة" ببوقائد, بتحضير العائلات لطبق "كسكس البلوط" وكذا "الكسكس العادي" بغية إطعام الفقراء والمعوزين وكذا توزيعها على مساجد الجهة. و تشكل هذه المناسبة الدينية فرصة لشيوخ وأعيان وعقلاء التجمعات الريفية بمنطقة الونشريس لعقد لقاءات لإصلاح ذات البين بين العائلات المتخاصمة فضلا على المساهمة في تزويج الشباب المعوز. وفي هذا الشأن يقول السيد منصور, أحد أعيان منطقة "متيجة" ببلدية برج بونعامة, بأن "يوم عاشوراء هو مناسبة لاجتماع أعيان وشيوخ الجهة للمساهمة في حل أي نزاع يحدث ما بين العائلات أو الأزواج أو الجيران". وأضاف بأن "مسجد منطقة "متيجة" وكذا زاوية الشيخ مولاي العربي بن عطية الطويل بذات الجهة, لهما الدور الكبير في المساهمة في إطعام المساكين وإصلاح ذات البين وذلك خلال هذه المناسبة الدينية". ولا يقتصر الاحتفال بيوم عاشوراء بالتجمعات الريفية لمنطقة الونشريس بتحضير الأطباق التقليدية وإطعام الفقراء والمعوزين فقط بل يتميز أيضا بإقامة عدة أنشطة تراثية ودينية منها عروض الفنتازيا التي تشتهر بها مناطق "متيجة" و"المقطع" و"السواعد" ببرج بونعامة و"بني يوجمعة" و"البواطيط" ببوقايد, فضلا على حلقات الذكر والمدائح الدينية بمساجد وزوايا الجهة. كما لا تخلو مساكن المناطق الريفية بالونشريس من طقوس تنتشر بكثرة خلال مناسبة عاشوراء أبرزها تزين المرأة بالحناء التي يقتصر تحضيرها على النساء المسنات اللواتي يطلق عليهن كبيرات الدوار. وفي هذا الجانب, تقول الحاجة عربية من منطقة "المقطع" ببلدية برج بونعامة, بأن "تزيين المرأة ولاسيما الشابات بالجهة بالحناء هي عادة توارثناها منذ القدم حيث أنني أقوم شخصيا بتزيين بنات منطقتي بالحناء ليلة عاشوراء كتعبير للاحتفال بهذه المناسبة الدينية التي نستقبلها كل سنة". كما يعد شعراء القصيدة الملحونة وكذا الحكواتيين حلقات بساحات مهيئة على مستوى مناطق ريفية تستقطب إليهم عددا غفيرا من المواطنين ممن يحبون الاستماع للقصص التراثية والدينية والتاريخية. كما يشكل الاحتفال بيوم عاشوراء بالنسبة لسكان التجمعات الريفية وكذا الحضرية بولاية تيسمسيلت, مناسبة دينية للصيام وإخراج الزكاة بما يساهم في إسعاد الفقراء والمحتاجين.
ومن جهة أخرى, تشهد تجارة بيع المنتوجات الحرفية المعروضة للبيع بمناسبة يوم عاشوراء لاسيما بشوارع مدينة تيسمسيلت, ازدهارا كبيرا و اقبالا متزايدا للمواطنين, حسبما لاحظته وأج. المتجول بحي "السبع" بوسط عاصمة الولاية يلاحظ حركة غير عادية للمواطنين لاقتناء لاسيما الأواني الطينية والفخارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأكلة التقليدية "الكسكس" الذي تشتهر به الجهة. ويقول في هذا الشأن عثمان وهو بائع للمنتوجات الحرفية بذات الحي بأن الاحتفال بيوم عاشوراء هي مناسبة سانحة لبيع الأواني الطينية والفخارية وكذا الخبز التقليدي الذي يكثر الطلب عليه خلال هذه الأيام. ولا يعد حي "السبع" المكان الوحيد بمدينة تيسمسيلت الذي تنتشر فيه تجارة المنتوجات الحرفية ولكن يستقطب من جهته حي "119 مسكن" عدد معتبر من باعة الأواني الطينية والخشبية والفخارية وكذا الزرابي الذين تحظى بضاعتهم برواج كبير لدى المواطنين. كما يعرف شارع "أول نوفمبر" بوسط عاصمة الولاية إقبالا منقطع النظير للمواطنين لاقتناء التوابل الطبيعية التي تستخدم في تحضير طبق الكسكس خلال مناسبة عاشوراء فضلا على اقتناء الخبز التقليدي والتين المجفف الذي يفضل تناوله الكثير من المواطنين خلال هذه المناسبة, فضلا عن عرض العطور المصنوعة بطريقة تقليدية والمواد التي تستعمل في البخور.