يبدو أن الدائرة الإدارية للدار البيضاء عجزت عن القضاء على الطوابير اللامتناهية من المواطنين المتدفقين من سبع بلديات لتسوية وثائق السيارات والجوازات، فالزائر لهذه المصلحة يلاحظ تجمع عشرات المواطنين أمام البوابة الكبيرة للدائرة قبل موعد العمل، وما أن تفتح البوابة حتى يهرول المواطنون نحو شبابيك جوازات السفر، البطاقات الرمادية، ورخص السياقة. وعندما تدق الساعة العاشرة تكون الطوابير قد وصلت إلى البوابة الكبيرة على طول أزيد من خمسين مترا، وقد اشتكى المواطنون من مدة الانتظار التي يبقون خلالها تحت أشعة الشمس صيفا والأمطار شتاء، وهذه الصورة التي التقطتها »المساء« كانت في يوم ماطر، لكن معظم المنتظرين بقوا في أماكنهم خشية أن يفقدوا أدوارهم في الطابور. وذكر لنا بعض المستخدمين بمصلحة البطاقات الرمادية أن وضعية العمل صارت لا تطاق، بالنظر الى نقص المستخدمين، وآلات الطباعة وفوضى الارشيف، فلا يوجد بالمصلحة الا ستة موظفين وثلاثة بالشبابيك يقومون باستلام قرابة المائتي ملف يوميا، ويسلمون مثل ذلك، مما يجعل التأخر مسجلا بصفة دائمة، وكذلك الحال بالنسبة لمصلحة جوازات السفر التي لا يوجد بها إلا خمسة مستخدمين، ويطالب العمال بتحسين ظروف العمل وتوفير الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية لحل مشكل التأخر في تسليم الوثائق لأصحابها، فضلا عن حجرة الأرشيف التي صارت - حسب مصدرنا - في وضعية لا تحسد عليها بالنظر إلى الملفات المكدسة والتي تحتاج إلى تنظيم وفضاء أوسع، ليتمكن المستخدمون من البحث عن المعلومات وتدقيقها في ظرف عاد. من جهة أخرى اشتكى أعوان الأمن مرارا من الوضعية العالقة التي جعلتهم يقعون في مشادات كلامية مع بعض المواطنين الذين لا يحترمون دورهم مما يجعل المنتظرين يصبون جام غضبهم على الأعوان، الذين ذكر لنا أحدهم أنه لا يمر يوم إلا ويقع في شجارات مع المواطنين المتجاوزين للطوابير، مما يجعلهم يستعينون بأفراد الشرطة المتواجدين بالمكان. وكحل مؤقت قامت مصالح الدائرة الادارية للدار البيضاء منذ شهور بفتح شبابيك اخرى وفصل مصلحة جوازات السفر عن مصلحتي رخص السياقة والبطاقات الرمادية، لكن المشكل لم يحل بصفة نهائية، مما جعل المواطنين الذين التقيناهم بالمكان يطالبون الدائرة بفتح شبابيك اضافية واستغلال الساحة التي تتوسط المصالح المعنية في انجاز مكاتب اخرى لمعالجة الموقف وتمكين المواطنين من قضاء مصالحهم في راحة واطمئنان.