تشهد مصلحة البطاقات الرمادية بالدائرة الإدارية للدار البيضاء، تدفقا كبيرا للمواطنين القادمين من 7 بلديات تابعة للدائرة، مما يصنع طوابير لا متناهية يوميا، لكن هذا الوضع القائم منذ عدة سنوات عجزت عن حله المصالح المعنية، رغم فتح شبابيك إضافية لمصلحتي جوازات السفر ورخص السياقة· يضطر عشرات المواطنين القاطنين ببلديات الدائرة الإدارية للوقوف في طوابير وصفوها ب"الشاقة"، من أجل تسوية وثائقهم المتعلقة باستخراج أو تجديد البطاقات الرمادية للمركبات، حيث يقفون تحت أشعة الشمس لساعات حتى يأتي دورهم، وكثيرا ما تكسر صمتهم شجارات بين جموع الواقفين تحت وقع "الأعصاب المشدودة"· وقال أحد المواطنين الذي اقتربنا منه في الطابور الذي يظهر على الصورة أن الجهات المعنية التي قامت بتخفيف المشكل، لم تتحرك إلا بعد أن طالت الفوضى الهيكل بشكل لا يطاق، فقامت بفصل مصلحة جوازات السفر ورخص السياقة عن مصلحة البطاقات الرمادية، ليضيف آخر أن المواطنين الوافدين على هذه الأخيرة صار يتزايد يوميا، خاصة بعد انتعاش سوق السيارات وإقبال المواطنين على شراء آلاف المركبات· ولأن إدارة الدائرة تعلم أن الطوابير "قدر لا بد منه"، فإنها قامت بنصب أعمدة لوضع واقيات بمدخل المصلحة، قصد التخفيف من حدة المعاناة، في انتظار إيجاد حل لائق، وفي هذا السياق يطالب من وجدناهم بعين المكان، الجهات المعنية، أن تعجل بتوسيع شبابيك مصالح البطاقات الرمادية وترفع الغبن عن جموع المواطنين، الذين صار استخراج هذه الوثيقة الهامة هاجسهم الكبير· ولم يخف بعض المستخدمين بمصلحة البطاقات الرمادية تذمرهم من الوضعية الصعبة التي يعيشونها، مؤكدين أن تسيير المصلحة غالبا ما تعمه الفوضى جراء الزحمة وإخلال بعض المواطنين بنظام الأدوار· أما عن الطوابير فيشير محدثونا إلى أنها حتمية مادامت المصلحة ضيقة ولا تتسع إلا لقرابة ثلاثين شخصا، بينما يبقى قرابة المائة من المنتظرين يقفون في صفوف لا تبعث على الارتياح· ولا يعلم أحد من المستخدمين متى تتحرك الإدارة لإزالة هذا المشكل الحاصل، لكنهم يقومون بقضاء حوائج الوافدين بما يتوفرون عليه من شبابيك وأعوان، فيما أكد بعضهم أنهم لا يرتاحون لما يرونه من طوابير تذكرهم بأيام "أسواق الفلاح"· للتذكير، فإننا حاولنا مراراً الاستفسار لدى الإدارة المعنية، لكن تحويلنا من مكتب الى آخر كان دون جلب أي توضيح·