* email * facebook * twitter * linkedin أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر السيد لي ليا نهي أول أمس، أن بلاده ستقف مع الجزائر لدعم التنسيق الاستراتيجي وتعزيز المنفعة المتبادلة لتعميق علاقات الشراكة الثنائية وحماية المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصينية ستواصل بشكل نشط تعزيز الاستثمار والاضطلاع بإنجاز المشاريع الكبيرة. وأشاد السفير الصيني خلال حفل استقبال نظمه بالسفارة، بمناسبة الذكرى ال70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بحضور أعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات، في ظل الإمكانيات المتوفرة والتبادل التجاري الذي يشهد تزايدا مستمرا، حيث بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري 5,2 مليار دولار، مبرزا حرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل الاستراتيجي والدفع ببناء مبادرة "الحزام والطريق" التي انضمت إليها الجزائر منذ أشهر إلى أعلى المستويات في شتى المجالات. وأعرب الدبلوماسي الصيني عن تفاؤله لترقية العلاقات الإستراتيجية الشاملة مع الجزائر وفق الأهداف المنشودة، مذكرا في هذا الصدد بالمواقف التاريخية التي جمعت البلدين، على غرار دعم بكين لقضية استقلال الجزائر، إلى جانب اعترافها بالحكومة الجزائرية المؤقتة لتصبح بذلك أول دولة غير عربية تعترف بها. كما لعبت الجزائر من جانبها دورا حاسما في استعادة الصين مقعدها الشرعي في الأممالمتحدة سنة 1971. وإذ أشار إلى أن البلدين يتبادلان مواقف تضامنية في بناء المصير الاقتصادي الوطني، فضلا عن تطابق وجهات نظرهما في الدفاع عن القضايا الدولية، أوضح السفير أن الصين أرسلت في أفريل 1963 أول فريق طبي إلى الجزائر يعد الأول من نوعه إلى إفريقيا، ليتبعه بعد ذلك توافد العديد من الوفود الطبية الصينية إلى الجزائر خلال السنوات الماضية، حيث قامت بمعالجة المرضى من دون مقابل، علاوة على إشرافها على ولادة 1,6 مليون مولود جديد. كما ذكر السيد لي ليا نهي بإقامة علاقة إستراتيجية شاملة بين البلدين سنة 2014، لتعد بالتالي الجزائر أول دولة عربية تربطها مع بكين هذه العلاقة، مما يعزز المنحى الشامل في تعميق العلاقات الثنائية، بما في ذلك تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التنسيق والتعاون القائم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. في سياق حديثه عن المشاريع الاقتصادية، أشار السفير إلى وجود العديد منها، تساهم فيها المؤسسات الصينية بشكل كبير، على غرار مسجد الجزائر الأعظم ومطار الجزائر الجديد وغيرها من مشاريع البنى التحتية. واغتنم السفير الصيني المناسبة، لإبراز المزايا التي تحملها مبادرة الحزام والطريق، المعلنة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2013 وانخراط 160 دولة فيها، مشيرا إلى أنها ليست تحالفا عسكريا أو تحالفا جيو استراتيجيا، بل تركز على التعاون الاقتصادي الذي يهدف إلى تحقيق التنمية والأهداف المشتركة، من خلال تعزيز الحوار والتشاور السياسي وتقوية التواصل وترابط البنى التحتية.