كشف، أمس، المدير العام لادارة السجون السيد مختار فليون أن عدة تدابير عملية ستتخذها قريبا اللجنة المنصبة من طرف وزارة العدل لإيجاد مقترحات تزيل عائق صحيفة السوابق القضائية الذي يعد أكبر مشكل يواجه مهمة إدماج المحبوسين، مؤكدا أن تعديل النصوص القانونية المتعلقة بصحيفة السوابق العدلية يأتي في مقدمة المقترحات التي يعول عليها في القضاء على ظاهرة التهميش التي تحول دون إدماج المسبوقين قضائيا في المجال المهني. وأضاف المدير العام لإدارة السجون على هامش ندوة صحفية تم تنظيمها بمنتدى المجاهد حول تجربة جمعية »أولاد الحومة« في إدماج المحبوسين أن وزارة العدل تعاقدت مع عدة صناديق ووكالات للقرض والتأمين عن البطالة لتمكين المحبوسين المفرج عنهم من الاستفادة من هذه الخدمات، وذلك بناء على المعطيات الواقعية التي تؤكد أن رفض تشغيل المسبوقين قضائيا أهم عقبة تواجه مسعى إدماجهم في المجتمع. وفي سياق متصل؛ كشف نفس المصدر عن الانطلاق في تجسيد مشروع بناء 25 مؤسسة بيئية مفتوحة والذي يدخل في اطار برنامج اصلاح السجون، موضحا أن 10 مؤسسات منها ستنتهي الأشغال بها قريبا ليتم الانطلاق في غضون السنة الجارية وبالتعاون مع المديرية العامة للغابات في تشغيل المحبوسين في مجال الفلاحة والغابات، حيث سيتم الشروع في عمليات التشجير في ولايتي النعامة والبيض في شهر مارس المقبل، في انتظار أن تشمل العملية ولاية الجلفة وباقي الولايات في السنة المقبلة، وذلك في اطار مشروع التشجير في ولايات الهضاب العليا. كما أشار بهذا الخصوص إلى أن مشروع المؤسسات البيئية المفتوحة يستهدف فئة المحبوسين الذين توشك مدة عقوبتهم على الانتهاء شرط أن تكون العقوبة قصيرة المدى وأن يكون أصحابها ذوي سلوك حسن وكذا راغبين في العمل في المؤسسات المفتوحة التي تعد عبارة عن أماكن للإقامة وقابلة للتشغيل، حيث يكون العمال مؤمّنين ضد حوادث العمل. وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن وزير العمل سيجتمع اليوم مع مدراء المؤسسات العقابية لمدة يومين لتقييم تطبيق سياسة اصلاح السجون خاصة بعد تنصيب المفتشية العامة ووحدة البحث، فضلا عن تقدير الاحتياجات المالية والبشرية للمؤسسات العقابية. وعلى صعد آخر أشاد المدير العام لإدارة السجون بالنتائج الايجابية التي حققتها جمعية »أولاد الحومة« في مجال إدماج المحبوسين والتي تمثل نموذجا جزائريا رائدا للعمل التطوعي الذي يسهم في مكافحة العود الإجرامي من خلال تنظيم نشاطات تربوية وترفيهية، مما يؤكد على دور المجتمع المدني في عملية إعادة إدماج المسبوقين قضائيا. ومن جهته أوضح رئيس جمعية »أولاد الحومة« السيد عبد الرحمن برقي أن إدماج الشباب عن طريق الرياضة يعد من أحسن طرق الاتصال التي تقرب المجتمع المدني من فئة المحبوسين، وتخول الاطلاع على انشغالاتهم، غير أن مشكل التهميش ورفض تشغيل المفرج عنهم يبقى عقبة كبيرة تتطلب عمليات تحسيسية لتغيير نظرة المجتمع.