أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد السعيد بركات أمس بالجزائر أنه على المؤسسات الاستشفائية الاستثمار في البحث العلمي للنهوض به وبالقطاع الصحي. وأوضح السيد بركات خلال افتتاحه لأشغال الملتقى الورشاتي التكويني للجراحة بالمنظار لدى الأطفال أنه "على هذه المؤسسات الاستثمار في البحث العلمي حتى لا تصبح مجرد مراكز صحية فحسب بل تثبت قدرتها على مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة التي تحصل في المجال الصحي على المستوى العالمي". وأشار الوزير إلى أن الجزائر تعمل على تعميم كافة التقنيات الجديدة الموجودة في العالم على مستوى المؤسسات الصحية. وقال في هذا "سنعمل على تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في هذا المجال من أجل تكثيف الاحتكاك بأساتذتها في الطب وإحضارهم لتكوين الأطباء بالجزائر حول مختلف التقنيات الجديدة". وبهذا -يضيف الوزير- "سنجعل مستشفياتنا في مستوى الطموحات والآمال التي نضعها فيها وهي البحث والتكوين والعلاج بمستوى عال وباحترافية كبيرة"، مضيفا أن التحكم في هذه التكنولوجيا سيجعلنا "نستغني نهائيا عن الذهاب إلى الخارج". ومن جهته ذكر منظم هذه الورشة التكوينية رئيس مصلحة جراحة الأطفال السيد جعفر حنطالة أن هذه التقنية الحديثة (الجراحة بالمنظار) التي تستعمل لأول مرة بالمركز الاستشفائي الجامعى اسعد حساني (بني مسوس) تتضمن عدة امتيازات صحية بالنسبة للمرضى كما تساهم في تخفيض تكاليف العلاج من خلال تقليص مدة الإقامة بالمستشفى. وبخصوص هذه الورشة التكوينية أوضح أنها تعد الأولى في هذه المؤسسة لتكوين الأطباء والطلبة حول هذه التقنية التي لا تتطلب الكثير من الوقت. وتم شرح عملية استئصال للمرارة بالمنظار لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات عبر نقل مجرياتها مباشرة من غرفة العمليات الرئيسية بالمستشفى حيث تم الاطلاع من قبل الحضور على كافة مراحل العملية التي استغرقت 45 دقيقة عكس العملية الكلاسيكية التي تستغرق عادة أكثر من ساعتين. وشرح الأستاذ حنطالة العملية التي تمت بالمنظار عن طريق استعمال قضيبين طويلين يصلان إلى المرارة من خلال ثقبين كبديل للعملية الجراحية الكلاسيكية التي تتطلب فتح البطن. وأكد نفس المختص أن هذه التقنية "تجرى بدون تعقيدات على صحة المريض بعد العملية الذي يبقى بالمستشفى لمدة تتراوح ما بين يوم إلى يومين على أكثر تقدير عكس العملية الكلاسيكية التي يبقى بعدها المريض بالمستشفى لما يفوق الأسبوع". وتعتبر هذه العملية -حسب الأخصائي- "غير مكلفة اقتصاديا ولا تتطلب مستلزمات طبية كثيرة بل تتطلب فريقا طبيا قليل العدد كما يستعيد المريض عافيته ونشاطه الطبيعي خلال ذات الأسبوع". ويضيف المتحدث أنه تتم متابعة المرضى ومراقبتهم خلال الأسبوع الأول من العملية فقط دون وصف أية مضادات حيوية ودون تعقيدات للجرحين البسيطين الذين يتم عن طريقهما استئصال المرارة. والجدير بالذكر أن أشغال هذه الورشة الأولى التي شهدت مشاركة العديد من الأطباء والطلبة ستتواصل إلى غاية الثاني من شهر فيفري حيث ستجرى عمليتان جديدتان بنفس التقنية. (واج)