* email * facebook * twitter * linkedin أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية صلاح الدين دحمون أن "الشرطة الجزائرية اكتسبت احترافية وخبرة كبيرتان وحققت تقدما هاما طيلة مسيرتها"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة الأمنية الرائدة، محل تقدير من قبل عديد المؤسسات الشرطية بدول كثيرة. وقال الوزير على هامش تدشينه أمس، مقر الأمن الحضري الرابع بحي تهقارت بولاية تمنراست، في إطار اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى الولاية، "لدينا اليوم شرطة مهنية، وهي في خدمة المواطن ولها علاقة جيدة ووثيقة معه". وإذ أشار إلى أن "هذه المنطقة بها تحديات كبيرة باعتبار أنها شاسعة وحدودية"، أكد الوزير بأن الدولة سترافق هذا الجهاز الأمني لتحقيق التغطية الأمنية الشاملة، لافتا إلى أن هذه التغطية تقدر حاليا بنسبة 85 بالمائة. واستمع السيد صلاح الدين دحمون الذي كان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني خليفة أونيسي إلى عرض حول حدود إقليم اختصاص الأمن الحضري الرابع الذي يضمن الخدمة لأكثر من 26000 ساكن. قبل ذلك، دشن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بمعية المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف وحدة ثانوية للحماية المدنية ببلدية تازروك، أطلق عليها اسم المجاهد المتوفى "شريفي باه"، حيث أشار بالمناسبة إلى أن المرافق التابعة لسلك الحماية المدنية لها أهداف عديدة خاصة في مثل هذه المناطق الشاسعة، موضحا بأن التغطية بهياكل ذات الجهاز، تبلغ حاليا 82 بالمائة بهذه الولاية، وأن الجهود ستتواصل لتحقيق نسبة تغطية 100 بالمائة. كما ذكر السيد دحمون بأن الحكومة اتخذت إجراءات هامة بخصوص الإجلاء الصحي بالمناطق البعيدة من خلال النقل بالحوامات. وتكمن أهمية هذه الوحدة الثانوية للحماية المدنية، في تواجدها بمنطقة معرضة للفيضانات وكثرة حوادث المرور، حيث ستعمل ضمن مهامها على تحسيس المواطنين حول مختلف الأخطار. وبنفس الموقع، التقى الوزير ببعض سكان تازروك الذين طرحوا أمامه جملة من الانشغالات، من بينها استكمال تعبيد 60 كلم متبقية من الطريق الرابط بين تمنراست وتازروك، مرورا بقرية تاهيفت. كما طالبوا بتخصيص حصص من مختلف الصيغ السكنية وتحسين الخدمات الهاتفية وإعادة الاعتبار للمدارس الابتدائية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأراضي الفلاحية بالمنطقة من الفيضانات. وفي معرض رده على هذه الانشغالات، أعلن الوزير بأنه سيتم التكفل بمطلب تعبيد الطريق في آجال قريبة، كما وجه تعليمات للمسؤولين المحليين لإعداد بطاقات تقنية تخص مشاريع أخرى. برنامج خاص لمواكبة التنمية بتمنراست في سياق متصل، أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية عن إدراج برنامج خاص لمواكبة التنمية بالمنطقة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيسمح أيضا بتلبية انشغالات سكان هذه الولاية حسب الأولويات والإمكانيات المتوفرة. وأضاف الوزير في ذات الإطار أنه "سيكون للشباب حظ وفير في المشاركة في التنمية والمرافقة لإنشاء مؤسسات مصغرة"، حيث أعلن بأنه سيتم إنشاء صندوق خاص لتمويل المؤسسات الناشئة لفائدة الشباب وسيكون لشباب مناطق الجنوب حظا أوفر ضمن هذه الآلية. وبالمناسبة، أكد السيد دحمون مجددا على ضرورة توجه الشباب نحو مؤسسات التكوين المهني للحصول على تأهيل مهني يساعدهم على لولوج سوق العمل، مما سيمكنهم من إبراز قدراتهم ومؤهلاتهم وبالتالي المساهمة في مسار تطوير الإقتصاد الوطني. وذكر بالقرارات الهامة التي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة لترقية التكفل الصحي بالمواطن بمناطق الجنوب، معلنا كذلك تزويد مناطق تازروك وأبالسة وسيلت بمشاريع التموين بالغاز الطبيعي. وأشاد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بالجيش الوطني الشعبي في جهوده لحماية الحدود وضمان الأمن والاستقرار للبلاد، داعيا في ذات السياق إلى الالتفاف حوله. كما تم التذكير بالمناسبة بأن ولاية تمنراست استفادت من 2016 إلى 2019 بأكثر من 20 مليار دينار في مجالات مختلفة. وأشرف السيد دحمون خلال زيارته للولاية على وضع حجر الأساس لإنجاز مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بطاقة استقبال 600 شخص، حيث ذكر بالمناسبة بأن هذا المركز يندرج ضمن سياسة الدولة بخصوص التكفل بالمهاجرين غير الشرعيين وذلك في إطار احترام حقوق الإنسان وكل المعاهدات التي صادقت عليها الجزائر في هذا الشأن. وأوضح أن هذا المرفق الذي يقع بالمدخل الجنوبي لمدينة تمنراست سيضمن كل الشروط الضرورية للتكفل الأمثل بالمهاجرين غير الشرعيين قبل إعادة ترحليهم بما فيها ضمان الرعاية الصحية، مؤكدا في ذات الوقت أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات التي تساعد على استكمال هذا المركز.