* email * facebook * twitter * linkedin تبادر الجمعيات، مع انخفاض درجات الحرارة وحلول فصل الشتاء، إلى تنظيم عدد من الخرجات التضامنية للتكفل بالأشخاص من دون مأوى، من خلال تزويدهم بالأغطية والوجبات الساخنة التي توفر لهم نوعا من الدفء والطاقة لتحمل قساوة البرد، خاصة أن أغلبهم يبيتون في الشوارع ويرفضون التنقل إلى المراكز الخاصة لعدة أسباب، أهمها عدم الرغبة في البقاء في أماكن مغلقة، يلتقي فيها المتشرد بالمريض العقلي، والمضطرب النفسي في مكان واحد. لتمكين هذه الفئات من الحصول على الوجبات الساخنة والتدفئة، لم تعد الجمعيات تحرص على حملها من أجل التنقل إلى المراكز الخاصة، رغم قلتها، أكثر من حرصها على قبول المساعدة، على الأقل حتى تكون قادرة على تحمل قساوة الجو البارد، وحسب إسماعيل بن فاتح، رئيس جمعية "نجوم الشباب" لولاية الجزائر، فإن التكفل بالأشخاص من دون مأوى، انطلق في إطار برنامج مضبوط، بالتعاون والتنسيق مع جمعية "مشعل الشباب" لجسر قسنطينة، تحت إشراف وزارة التضامن الوطني ومديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، حيث تم تسطير عدد من الخرجات التضامنية، بالتنسيق مع مصالح الأمن والحماية المدنية، وتم، حسبه، تحديد جملة من المعطيات الأولية التي على أساسها يتم تحديد الأماكن التي يجري استهدافها، للتكفل بالأشخاص من دون مأوى. أشار المتحدث إلى أن البحث الأولي أسفر عن تحديد عدد من الأماكن التي تمسها الخرجات، ممثلة في مكاتب البريد والمساجد ومحطات المسافرين، مضيفا أن الخرجة الميدانية التي تم تنظيمها شهر أكتوبر الماضي، برعاية وزارة التضامن الوطني، وإشراف مديرية النشاط الاجتماعي، عرفت توزيع 100 وجبة غذائية ساخنة، و100 غطاء، وتم استهداف كل من ساحة "أول ماي" وشارع "حسيبة بن بوعلي" وساحة "البريد المركزي"، ساحة "تافورة" و«ساحة الشهداء"، لافتا إلى أنه منذ إطلاق المشروع الخاص بالتكفل بالأشخاص من دون مأوى، من مطلع شهر ماي إلى غاية شهر نوفمبر الحالي، تم التكفل ب1760 شخصا بدون مأوى. عن ردود فعل الأشخاص دون مأوى اتجاه مختلف العمليات التضامنية، أوضح محدثنا أن التعامل مع هذه الفئة يتطلب الحذر، ومن أجل هذا، يتم الخروج رفقة مصالح الأمن والحماية المدنية، وفي بعض الأحيان، مع أخصائيين، ويكشف قائلا "عادة يشعرون بالخوف من احتمال أن نقوم بنقلهم بالقوة إلى المراكز، فيهربون منا، بينما البعض الآخر يرحب بما نقدمه لهم من مساعدات، خاصة ما تعلق منها بالوجبات الساخنة والأغطية، لأن عددها يكون غير كاف، بالنظر إلى ارتفاع عدد المتشردين والأشخاص من دون مأوى في موسم البرد، فمثلا ساحة الشهداء وحدها يتواجد فيها أكثر من 60 شخصا في حالة يرثى لها، بحاجة إلى التدفئة والأكل الساخن". في السياق، أوضح محدثنا أن أغلب المتشردين الموجودين على مستوى ولاية الجزائر من خارج الولاية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50 بالمائة منهم يأتون من خارج الولاية، ويرفضون التنقل إلى المراكز المتخصصة في إيواء الأشخاص دون مأوى، بينما يختار بعضهم المبيت في المراكز ليلا ويهربون في النهار، خاصة أن منهم المتسولون، وأشار إلى أنه "من أجل هذا، بادرنا إلى التكثيف من الخرجات التي ينتظر أن تمتد إلى غاية نهاية السنة، بمعدل 200 وجبة مرتين في الأسبوع". تتطلع الجمعية، وفق محدثنا، من خلال خرجاتها، في إطار هذا المشروع التضامني للتكفل بالأشخاص من دون مأوى، إلى الإدماج العائلي "لأن تحقيق هذه الغاية يقابلها قلة الهياكل المتخصصة في التكفل بهذه الشرائح، كل هذا يدفعنا إلى السعي بدعم من وزارة التضامن الوطني ومديرية النشاط الاجتماعي والشراكة مع بعض الجمعيات الخيرية، إلى المشاركة بقوة لإنجاح مثل هذه المشاريع، لدعم الفئات الهشة والمحرومة".