تلتقي أحزاب التحالف الرئاسي زائد كتلة النواب الأحرار بالمجلس الشعبي الوطني وثماني تنظيمات للمجتمع المدني اليوم في اجتماع بمقر حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة لإعطاء إشارة انطلاق جمع التوقيعات لصالح مرشحهم في الرئاسيات القادمة السيد عبد العزيز بوتفليقة. وعلمت "المساء" من مصادر ذات صلة بإعداد استراتيجية هذا التكتل، الخاصة بالحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة أن العملية بلغت مرحلة متقدمة من التحضير وأن لقاء اليوم الذي يشارك فيه قادة الأحزاب الثلاثة السادة عبد العزيز بلخادم أمين عام جبهة التحرير الوطني والسيد أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ورئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني وممثلين عن التشكيلات الأخرى سيخصص لإعطاء إشارة انطلاق جمع التوقيعات وفقا لخطة أعدها فوج عمل مشترك تم تنصيبه قبل أسبوعين لصياغة خطة العمل الخاصة بالرئاسيات. ويدرس المجتمعون اليوم كيفية تنظيم عملية جمع التوقيعات لصالح السيد عبد العزيز بوتفليقة سواء تلك المتعلقة بالمواطنين أو المنتخبين خاصة على المستوى المحلي وتنظيم الصفوف وتعيين المشرفين على العملية في كل ولاية حتى لا يترك المجال مفتوحا أمام بروز الحساسيات الحزبية والرغبة في الإشراف على العملية. وينتظر ان يعلن المشاركون على خطة عمل تحدد مهام كل من المشاركين في جمع التوقيعات وتحديد أماكن تجميع الاستمارات قبل نقلها الى العاصمة وبالتحديد الى مقر مديرية الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وذكر المصدر ان عملية توزيع استمارات الترشح في الولايات بدأت بالفعل، وشرعت قيادات الأحزاب الثلاثة وتنظيمات المجتمع المدني في استلام حصصها من الاستمارات قصد الشروع في عملية التصديق عليها. ووصلت الى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني صباح أمس استمارات اكتتاب الترشح لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مما يعني ان الرئيس بوتفليقة قام في اليومين الأخيرين بسحب استمارة اكتتاب التوقيعات تحسبا لخوض المعترك الانتخابي القادم. وعرف مقر حزب جبهة التحرير الوطني أمس حركية كبيرة صنعها الوافدون إليه من نواب في البرلمان ومسؤولين في الولايات قصد الحصول على تفاصيل الشروع في عملية جمع التوقيعات خاصة وان تعليمة سابقة أصدرها الأمين العام للحزب السيد عبد العزيز بلخادم حددت تاريخ السابع من الشهر الجاري لجمع توقيعات النواب بالبرلمان. وأوفد الحزب أمس عدة مسؤولين الى الولايات قصد الإشراف على عملية التحسيس وهيكلة عملية جمع التوقيعات وفقا للاستراتيجية المحددة في إطار مجموعة التحالف الرئاسي زائد كتلة الأحرار وثمانية تنظيمات للمجتمع المدني. وكانت الاحزاب الثلاثة قررت التنسيق فيما بينها في كل خطوة تتخذ في سياق الإعداد لترشح الرئيس بوتفليقة، ووجه قادة التشكيلات الثلاث تعليمات الى قواعدهم تلزم جميع المناضلين التقيد بمبدإ التنسيق مع الشركاء في التحالف وتجاوز الأنانيات الحزبية. ومنذ شهر نوفمبر الماضي تاريخ تسلم الآفلان للرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي قررت التشكيلات الثلاث الرفع من مستوى التنسيق فيما بينها تحسبا للرئاسيات وتجاوز النقائص المسجلة في رئاسيات 2004، واتفقوا حينها على وضع استراتيجية عمل مشتركة يتقاسم فيها الجميع المهام والمسؤوليات. وعقد قادة التحالف أكثر من قمة قبل أن يتم توسيع المشاورات لتشمل كتلة النواب الأحرار بالمجلس الشعبي الوطني وثماني تنظيمات للمجتمع المدني، وتم قبل أسبوعين تنصيب فوج عمل كلف بإعداد استراتيجية الحملة الانتخابية. وبإعلان التحالف الشروع في عملية جمع التوقيعات تكون "الآلة الانتخابية" لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة قد بدأت وأن مسالة استدعاء الهيئة الانتخابية تحسبا للرئاسيات قد بدأت خاصة وان الاحتمال الوحيد الآن لتنظيم الانتخابات هو التاسع افريل القادم حيث قدم وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد يزيد زرهوني قبل أيام احتمالين فقط هما إما الثاني أو التاسع، وبما ان القانون ينص على استدعاء الهيئة الناخبة 60 يوما قبل تاريخ الانتخابات فان احتمال إجرائها في الثاني افريل غير وارد ويبقى احتمال إجرائها في التاسع منه هو الوارد. وهو ما يؤدي حتما الى الإشارة الى ان استدعاء الهيئة الناخبة سيكون في الثامن فيفري الجاري.