* email * facebook * twitter * linkedin تخصص الشاب رؤوف عبدوس في تجميع الحلزون، تربيته واستخلاص مستحضرات تجميلية منه، وهي الحرفة التي تنتعش مع تساقط الأمطار، حيث تخرج تلك الكائنات من مخبئها، بالتالي يتم جمعها، وقد أطلق عبدوس مشروعه بتمويل من طرف الدولة، في إطار دعم المشاريع الصغيرة. تعد عملية تجميع الحلزون مهمة يحترفها الكثيرون، لاسيما في فصلي الشتاء والربيع، إذ تحبذ تلك الكائنات الخروج خلال الأيام الممطرة، والكثير منها يزحف بعيدا عن النباتات التي تختفي في وسطها خلال المواسم الأخرى، ويقول الحرفي، إن الكثير من الأشخاص في الولايات الداخلية يجمعون الحلزون لاستعمالات كثيرة، كاستهلاكها مثلا مباشرة، إذ تعتبر من أشهر المأكولات في بعض مناطق الوطن، على غرار ولايات الغرب، كسيدي بلعباس وتلمسان وغليزان، ولعل أبسط الأطباق وألذها تحضر بالرند والزعتر والملح فقط، في حين يستغلها آخرون بهدف تصديرها إلى دول أخرى، على غرار إيطاليا والمغرب، وتقتنيها مطاعم من خمسة نجوم وفنادق لتقديمها كمقبلات راقية. يضيف المتحدث من جهة أخرى، أن البعض أصبح يستغل عملية جمع الحلزون من أجل استخلاص مستحضرات التجميل والعلاجات الطبية منه، وأشار إلى أن للحلزون فوائد عديدة، عملت أكبر العلامات التجارية المختصة في التجميل على استخراجها، لاسيما المادة اللزجة التي يخلفها الحلزون، ويعتبرها الكثيرون معجزة في علاج مشاكل البشرة. عن كيفية الاهتداء إلى فكرة تربية الحلزون، يقول الحرفي "فكرت في تربيته الحلزون في إطار منظم وعلمي، لحماية البيئة واستغلاله محليا، فحولت الفكرة إلى واقع في مزرعة تقع في مسقط رأسي ببني صاف، ولا تتجاوز مساحتها نصف هكتار، لكنها كافية حاليا لتربية الحلزون في قسم منها، وزرع الحشائش التي تقتات منها، في قسم آخر". عن كيفية استخلاص المواد الطبيعية منها، يقول الحرفي، إنه يستعين بخبرة عدد من فريقه المكون من مختصين في البيئة، البيولوجيا والصيادلة، الذين لديهم قاعدة علمية في هذا المجال، ويدركون تماما منافع الحلزون وكيفية استخلاص مواد منه يستعان بها في معالجة مشاكل البشرة أو تستعمل كمواد للتجميل. في هذا الصدد، قال الحرفي؛ تلك المادة اللزجة التي يخلفها الحلزون، تعد مثالية للوقاية من علامات الشيخوخة، الأمر الذي يجعل الإقبال عليها شديدا، لاسيما من طرف النساء، لهذا يعتبر هذا المشروع من المشاريع الناجحة، وعليه يضيف رؤوف، أنه من الضروري اليوم أن يتجه جامعو الحلزون من مختلف الولايات، لاسيما هؤلاء الذين يستنزفون تلك الثروة نحو دول أجنبية وبأسعار بخسة، للتفكير في إنشاء مشاريع مثمرة أكثر، تعود بالإيجاب على الاقتصاد الوطني وليس العكس، خصوصا أن تجربته السابقة كانت كذلك، ويدرك الحرفي تماما عواقب تلك التصرفات تجاه البيئة.