* email * facebook * twitter * linkedin وقعت الشركة الوطنية للتأمين "أس أ أ"، أمس، اتفاق شراكة مع الحاضنة "إنكوبمي"، بهدف إنجاز عدد من المشاريع الابتكارية التي وضعتها شركة التأمين ضمن مخطط عملها، بغرض الحفاظ على المليوني زبون المؤمنين عندها، وكذا الحفاظ على حصتها في السوق التي تقدر اليوم ب30 بالمائة. وهي نسبة مهددة بالتراجع في حال استمر العمل بالطرق التقليدية على مستوى هذه الشركة، التي فقدت 70 بالمائة من تواجدها بالسوق بسبب المنافسة الشرسة في قطاع التأمينات خلال السنوات الأخيرة. وقد ذكر الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للتأمين، ناصر سايس، في ندوة صحفية عقدها أمس بالمقر الجديد للشركة بالجزائر العاصمة، على هامش حفل التوقيع على الاتفاقية المذكورة، بأن الشركة العمومية التي كانت تسيطر على سوق التأمينات منذ إنشائها بصفة كلية، تراجعت اليوم حصتها إلى حوالي 30 بالمائة، بعد فتح سوق التأمينات في التسعينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن الشركة مهددة بخسارة جزء آخر من حصتها، في حال تواصل العمل بصفة تقليدية، وهو ما دفعها إلى اللجوء إلى عقد شراكة، اعتبره المتحدث، الأول من نوعه في القطاع المالي ببلادنا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بشراكة "عمومي – خاص" مع إحدى الحاضنات التي شرعت في العمل منذ 2018، تاريخ بداية المفاوضات مع "إنكوبمي" للوصول إلى عقد هذا الاتفاق الذي سيسمح بإنجاز 5 مشاريع لصالح شركة التأمين في 3 مجالات، هي "الاتصالات"، "أعمال التأمين" و"تكنولوجيا المعلومات". فضلا عن الحلول الابتكارية التي ستثمرها هذه الشراكة لتحديث عمل شركة التأمين، فإن أحد مؤسسي شركة "إنكوبمي" كمال أومنية، اعتبر بأنها ستسمح بتفجير الطاقات الشبانية المتخرجة من الجامعات الجزائرية، والتي تنتظر الفرصة من أجل إظهار قدراتها ومهاراتها. وهو ما يمكن تحقيقه من خلال هذا النوع من الاتفاقات. في هذا الصدد قال أومنية "أن هذه الاتفاقية تعد فرصة هامة لنرى ما يمكن أن نفعله وما يمكن أن يقوم به شباب جزائريون تخرجوا من الجامعة الجزائرية، لا يدركون ما يمكنهم القيام به وما يريدون فعله"، مشيرا إلى الفرص الكبيرة الموجودة ببلادنا والتي لم تستغل بعد، معبرا في هذا الصدد عن اقتناعه بأن التأخر الذي تشهده البلاد لا يجب أن ينظر إليه كمشكلة ولكن كفرصة لتحقيق الكثير من الأعمال. وستعمل هذه الحاضنة، كوسيط بين الشباب الحاملين للأفكار وشركة التأمين، لتقديم حلول مبتكرة تساعد على تطوير عملها وتحديثه، حيث أكد مسؤول الشركة الوطنية للتأمين في هذا الإطار بأن الهدف يكمن من جهة، في "الحفاظ على الزبائن" ومن جهة ثانية "مواجهة المنافسة الشرسة في القطاع"، قبل أن يضيف بأن الشركة تريد اليوم العمل بطريقة مغايرة لإنجاز مشاريعها ومواكبة ما يحدث في العالم، مشيرا إلى أن الشركة تمكنت في الست سنوات الأخيرة من الحفاظ على حصة 30 بالمائة في السوق، بفضل إجراءات وقف النزيف الذي عرفته منذ فتح مجال التأمينات، "لكن ذلك لم يعد كافيا لأن الضرورة تحتم اليوم الاعتماد أكثر على تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهو ما يعد اندماجا في برنامج الحكومة الرامي إلى تطوير الرقمنة والمؤسسات الناشئة والابتكار"، حسب سايس الذي أوضح بأن اختيار "إنكوبمي" كشريك راجع إلى مؤهلاته وشبكته الممتدة إلى الخارج. في سياق متصل، كشف السيد أومنية أن الحاضنة وقعت مؤخرا على اتفاق مع حاضنة بمونتريال في كندا وآخر مع حاضنة بليون الفرنسية، كما تعمل ضمن شبكات للحاضنات في القارة الإفريقية، وهو ما يمكنها من توظيف الخبرات الموجودة داخل وخارج الجزائر. وتوجد الشركة الوطنية للتأمين اليوم في وضعية مالية "جيدة"، حسب مديرها ناصر سايس، الذي قدم بالمناسبة أهم أرقام حصيلة 2019 التي تشير إلى تسجيل نسبة نمو تقارب ال5 بالمائة مقارنة بسنة 2018 التي عرفت نسبة نمو ب4 بالمائة. ولأول مرة في تاريخها – كما أضاف- فاق رقم أعمال الشركة 29 مليار دينار. وفيما كانت نسبة التأمين على السيارات هي الطاغية ب82 بالمائة في 2014، فان التراجع في واردات السيارات والأزمة التي عاشها هذا القطاع، جعل الشركة لا تعتمد كثيرا على هذا النوع من التأمين وتطور منتجات أخرى، وفقا لتصريحات المسؤول، الذي كشف بأن النسبة وصلت حاليا إلى 68 بالمائة، ما يعني – كما قال- أن الشركة طورت رقم أعمالها وخفضت نسبة تأمين السيارات، وستعمل من خلال الاتفاقية الجديدة على اقتراح منتجات جديدة، باستغلال بنك المعطيات الذي يوجد على مستواها والمتضمن مليوني زبون.