* email * facebook * twitter * linkedin ارتفعت حدة التوتر أمس، بين سورياوتركيا وبعلاقة متعدية مع روسيا في ظل تصعيد اللهجة بين عواصم هذه الدول، بعد تهديدات تركية بضرب الأهداف السورية "في كل مكان" في حال عاودت القوات السورية ضرب قوات بلاده في المنطقة العازلة على الحدود السورية. وزادت هذه التهديدات في سياق احتمال وقوع حرب مفتوحة رغم الاتفاق الموقّع بين أنقرة وموسكو لمنع كل انزلاق للأوضاع العسكرية في محافظة ادلب بعد قرار الرئيس، رجب طيب اردوغان، ارسال قوات الى داخل العمق السوري بدعوى محاربة الارهابيين الاكراد والحيلولة دون تسللهم الى داخل تركيا. ورفع الرئيس التركي من حدة لهجته بعد مقتل 14 جنديا من قوات بلاده في عمليات قصف مدفعي نفذتها القوات السورية في سياق هجومها العسكري ضد آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا. وذهب أردوغان، إلى حد مطالبة السلطات السورية بسحب قواتها من بعض المواقع في هذه المحافظة قبل نهاية الشهر الجاري، وإلا فإن قواته ستكون مضطرة كما قال إلى استعمال كل الوسائل المتاحة لفرض منطقها على النظام السوري. كما هدد بضرب كل الطائرات المقنبلة والمروحية المشاركة في هذا الهجوم وقال إنها لن تؤدي مهامها بنفس الإطمئنان الذي كانت تشعر به قبل تطورات الساعات الأخيرة ضمن تحذير واضح بإسقاطها. وفي ردها على مثل هذه التهديدات أكدت السلطات السورية أن الرئيس التركي، يعيش بعيدا عن الواقع ويدلي بتصريحات فارغة ومقززة تؤكد إنها ناجمة عن شخص يعيش بعيدا عن الواقع. وكشفت مصادر صحفية أمس، أن أنقرة عززت قواتها في الشريط الحدودي داخل العمق السوري بأكثر من 1000 عربة مدرعة في محيط محافظة ادلب، في نفس الوقت الذي كشفت فيه مصادر أخرى بوصول ارتال من الدبابات والعربات المدرعة الى مدينة بنيش إلى شمال غرب هذه المدينة. وأدت هذه التطورات إلى تصدع العلاقة بين انقرة وموسكو بالنظر الى مشاركة قوات روسية في الهجوم السوري على ادلب، والذي أصبحت السلطات التركية تنظر اليه بعين الريبة وخاصة وأن القوات السورية واصلت تقدمها باتجاه الحدود التركية بما سيشكل ضربة قوية لعناصر المعارضة السورية الذين يحظون بدعم الجيش التركي، وتحييدهم يعني بطريقة آلية فقدان السلطات التركية لورقتها الرابحة تحسبا لأية مفاوضات قادمة حول الوضع في سوريا ما بعد تنظيم "داعش" الارهابي، وجعل ذلك الرئيس التركي يتهم روسيا باقتراف مجازر ضد المدنيين في هذه المحافظة بسبب مشاركتها في الهجوم العسكري السوري. واستشعرت السلطات الروسية خطورة مثل هذه التهديدات مما جعل ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكريملن يتهم السلطات التركية بعدم القيام بما يجب من أجل "تحييد" من أسماهم ب "الإرهابيين" في ادلب ضمن وضعية وصفها ب"غير الطبيعية". وهو الاتهام الذي دحضته السلطات التركية موجهة هي الأخرى اتهامها باتجاه القوات الروسية بضرب المدنيين السوريين من أجل إرغامهم على الفرار باتجاه حدودها ضمن عملية نزوح أخرى للاجئين السوريين قالت إنها لم تعد قادرة على استيعابهم.