هددت جبهة البوليزاريو بالعودة إلى الكفاح المسلّح في حال فشل المفاوضات المباشرة مع المغرب ودعت حكومة الرباط إلى عدم تفويت فرصة عقد المفاوضات لإحلال السلام بين الشعبين المغربي والصحراوي·وأكدت الجبهة أمس في البيان الختامي لمؤتمرها الثاني عشر الذي انعقد ببلدة تيفاريتي المحررة، أنّ صبر الصحراويين سينفد في حال فشل الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة مع المغرب وأنّهم لن يتوانوا في العودة إلى وضع ما قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار سنة1991، واضح البيان أنّ الصحراويين يأملون "بصدق أن لا يفوت المغرب فرصة السلام الثمينة" المتاحة في الوقت الراهن· وأضاف البيان أنّ جبهة البوليزاريو ستشارك في الجولة الثالثة من المفاوضات المقررة من7 إلى9 جانفي القادم بمنهاست الأمريكية برغبة إنهاء النزاع الذي دام أكثر من ثلاثين سنة وأشار إلى أنّه، على المغرب الامتثال لقرارات الشرعية الدولية كما يتعين على الاممالمتحدة "تحمل مسؤولياتها في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية"· ولم يترك البيان مجالا للشك في نوايا الصحراويين وأكد أنّ الوضع الذي تؤول إليه المنطقة في حال فشل المفاوضات المباشرة يتحمله المغرب باعتباره المسؤول الأول على تلك الحالة· وأوكل المؤتمرون القيادة الجديدة لجبهة البوليزاريو مهمة إجراء تقييم معمق لمسار المفاوضات الجارية واتخاذ الإجراءات والقرارات "الكفيلة بصيانة حقوق شعب الصحراء الغربية في الاستقلال"· وكان المشاركون في المؤتمر الثاني عشر الحوا خلال مناقشة التقرير الادبي الذي قدمه الامين العام السيد محمد عبد العزيز في اليوم الاول من الأشغال على ضرورة اتخاذ موقف من مسار المفاوضات مع المغرب، وطالبوا بتعليق مشاركة الوفد الصحراوي في حال استمرار التعنت المغربي، والعودة إلى الكفاح المسلح لاسترجاع الحقوق المهضومة·وكان المؤتمر ال 12 للبوليزاريو افتتح أشغاله ببلدة تيفاريتي المحررة (370 كلم شرق العيون العاصمة المحتلة للصحراء الغربية) الجمعة 14ديسمبر الجاري وتواصلت لثمانية أيام كاملة· وطرح المتدخلون فكرة عقد مؤتمر استثنائي في السداسي الاول من السنة القادمة للفصل في مسألة مواصلة المفاوضات أوالانسحاب منها· ويمثل إرجاء مؤتمر البوليزاريو الفصل في موضوع العودة للحرب إلى حين اكتشاف النوايا المغربية خلال الجولة الثالثة للمفاوضات مدًا ليد السلام التي قد تكون "قصيرة" إذا ما بقي الحال على ما هو عليه· ويذكر أنّ أشغال المؤتمر توجت بالمصادقة على القانون الأساسي للجبهة وتبني برنامج عمل يحدد الاستراتيجيات ومحاور العمل المستقبلي في المجالات العسكرية والسياسية· وأجمع المشاركون على ضرورة إيلاء الأولوية للجيش، وتقوية التنظيم السياسي ودعم انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة وإعمار الأراضي الصحراوية المحررة، إضافة إلى تحسين الأداء عموماً والنهوض بالعمل الدبلوماسي والإعلامي وتعزيز مؤسسات الدولة الصحراوية·كما انتخب المؤتمرون 25 عضوا من بين 41 بالأمانة الوطنية في دورين حيث دامت عملية التصويت والفرز إلى وقت متأخر من ليلتي الخميس إلى الجمعة· و يوجد من بين أعضاء الامانة الوطنية ال16 المتبقين 12 عضوا يمثلون الاراضي المحتلة وقادة المنظمات الجماهيرية الصحراوية (شباب ونساء وعمال) والامين العام للجبهة· وقد شهد المؤتمر ال12 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (البوليزاريو) بتيفاريتي مشاركة أزيد من 250 مدعوًا أجنبيًا من جميع أنحاء العالم الذين جددوا مساندتهم الكاملة لكفاح الشعب الصحراوي من أجل حريته· وعرف المؤتمر أيضا توجيه رسائل إلى قادة عدة دول صديقة وشقيقة، وكذا إلى رؤوساء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والامين العام الاممي السيد بان كي مون· ووجهت تلك الرسائل إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والقائد الكوبي فيديل كاسترو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وإلى رئيس مفوضية منظمة الوحدة الإفريقية، ورسالة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي، وأخرى لرئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس ثاباتيرو، ورسائل إلى الشعبين المغربي والاسباني، وكل شعوب المغرب العربي·