نفى وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس أن تكون مصالحه قد تدخلت "لفسخ أي عقد يربط المؤسسة الجزائرية "توب بروفيل" المتخصصة في انجاز العوازل الأمنية الحديدية" بالمجمع الياباني المكلف بإنجاز الطريق السيار "كوجال" ، كما تناقلته مؤخرا إحدى الصحف الوطنية، موضحا أن ما في الأمر أن قرار الوكالة الوطنية للطرق السريعة باختيار العوازل الإسمنتية، أثار المخاوف لدى المؤسسة الجزائرية المذكورة التي تحتكر نشاط إنجاز وتركيب العوازل الأمنية الحديدية على الطرق بالجزائر، والتي بإمكانها حسب الوزير الاستفادة من سوق واعد يشمل أكثر من 30 ألف كلم من الطرق الوطنية. وأشار الوزير خلال لقاء مع الصحافة على هامش الاجتماع التقييمي الذي جمع بالنادي الوطني للجيش بالعاصمة مدراء الاشغال العمومية ل48 ولاية من الوطن، إلى أن الوكالة الوطنية للطرق السريعة التي تعتبر صاحب مشروع الطريق السيار شرق - غرب ويعود لها القرار السيد في اختيار ما تراه مناسبا من تجهيزات، رأت بعد دراسات تقييمية موضوعية أن استعمال العوازل الأمنية الإسمنتية، يعود بفوائد أكبر على المشروع من استعمال العوازل الأمنية الحديدية، وذلك لعدة مبررات، منها أنها أقل تكلفة ب5 مرات من العوازل الحديدية، وأكثر أمانا على مستعملي الطريق وعلى الطريق في حد ذاته بالنظر للانتهاكات اليومية التي سجلت حتى قبل استكمال المشروع، كما أن استعمالها على كافة مقاطع الطريق السيار شرق - غرب يضفي طابع التجانس على هذا الطريق الجديد الذي يراعى في انجازه احدث التقنيات والمقاييس المتعامل بها عالميا، علاوة على أن مدة استغلال العوازل الإسمنتية المعروفة بتسمية "نيوي جيرزي" قد تفوق ال20 عاما. وفي حين أشاد بنوعية المنجزات التي تصنعها مؤسسة "توب بروفيل"، أكد الوزير بأنه إذا كان العقد الذي يربط هذه الأخيرة بالمجمع الياباني كوجال يشمل انجاز 399 كلم، فإن القطاع يعرض أزيد من 30 ألف كلم من الطرق الوطنية التي سيتم انجازها في إطار برامجه المتنوعة والتي يمكن للمؤسسة الوطنية الاستفادة من السوق الواعدة التي تمثلها، وسيكون لمؤسسة "توب بروفيل" أهم حصة فيها. وخلص في حديثه عن هذه القضية التي أثارتها مخاوف عمال "توب بروفيل" من مصير مؤسستهم في حال فقدان سوق المقطع الشرقي من الطريق السيار شرق - غرب، إلى التذكير بأن قطاعه يضع من ضمن جملة انشغالاته وأهدافه، دعم وتشجيع المؤسسات الوطنية في النهوض بقدراتها الاقتصادية، من خلال فتح الفرص أمامها وتمكينها من إبراز إمكانياتها في الإنجاز. كما أوضح من جانب آخر بأن خيار تجهيز مشروع الطريق السيار شرق - غرب بالعوازل الأمنية الإسمنتية لن يكون له أي تأثير على سير المشروع ومخططه المبدئي، لا من حيث تكاليف الإنجاز ولا من حيث الآجال. وفي سياق متصل أشار السيد غول إلى أن تعليماته الأخيرة للمؤسسات المكلفة بإنجاز هذا الطريق من اجل مضاعفة إمكانياتها البشرية والمادية، لا يعني بأن المشروع الذي بلغ نسبة تقدم تفوق 75 بالمائة، سيعرف تأخرا في التسليم، قائلا أن "ما في الأمر أننا طلبنا من المؤسسات التي تشغل حاليا نحو 20 ألف عامل رفع هذا التعداد إلى 30 ألف عامل وذلك في محاولة منا للضغط عليها حتى تستكمل ماتبقى من أشغال في جويلية القادم، وبذلك ننهي المشروع قبل آجاله التعاقدية بعام كامل". وبالمناسبة أكد المتحدث أن كافة المقاطع الصعبة في مشروع الطريق السيار والتي كانت محل انشغال لديه شخصيا، تم التقدم فيها بشكل كبير، معلنا عن التسليم المرتقب قريبا ل150 كلم من شطر الوسط إلى غاية ولاية الشلف.