* email * facebook * twitter * linkedin وسط أرقام كارثية عن عدد وفيات جائحة "كورونا" وقائمة المصابين بها ودائرة انتشار عدواها، تنطلق اليوم أشغال القامة "الافتراضية" لدول مجموعة العشرين برئاسة العربية السعودية في محاولة لبحث الموقف الصحي والاقتصادي لعالم دخل مرحلة الشك وقارب حافة الإفلاس العام. ويعكف قادة دول هذه المجموعة الأكثر نماء في العالم على بحث الآليات العملية لتجنيب البشرية كارثة محتملة بعد الفشل في توفير عقار ناجع يخلصها من وباء أصبح انتشاره أشبه بالنار في الهشيم، حيث جعل ثلاثة ملايير نسمة تعيش حظرا مفروضا بعد انضمام الهند بتعداد سكانها المقدر ب 1,3 مليار نسمة وتوسع قائمة الدول الموبوءة في كل العالم بعد أن مس أزيد من 190 دولة. وهي صورة كارثية التي جعلت الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس يعلن أمس عن مخطط عالمي يمتد إلى نهاية العام لمواجهة الداء بما لا يقل عن ملياري دولار بقناعة أن الانسانية جميعها أصبحت مهددة في وجودها وبصفة خاصة البلدان الأكثر فقرا والأشخاص الأكثر هشاشة وعل رأسهم شريحة النساء والأطفال وكبار السن والمقعدين. وتعقد القمة الطارئة عبر تقنية "فيديو كونفيرانس" وشعار مواجهة تفشي جائحة كورونا، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على أمل التوصل إلى رد جماعي ومنسق ضد الوباء وانعكاساته الصحية والاقتصادية على البشرية. ولأن وقع الأزمة عالمي فقد سمح لدول غير أعضاء كالأردن وسنغافورة وإسبانيا بالمشاركة في هذه القمة، بالإضافة إلى مسؤولي الأممالمتحدة والبنك العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية. ورغم أن دول المجموعة تحركت متأخرة وبعد أن "وقعت الفأس في الرأس"، كما يقال، فإن القمة قد تتوصل إلى إيجاد آليات عملية تسمح بمواجهة التداعيات الكارثية لهذا الفيروس في أول تحرك دولي مشترك لمنع انهيار الاقتصاد العالمي الذي دخل مرحلة انكماش غير مسبوقة. وحث وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" في ظل هذه المعطيات على اتخاذ قرارات استعجالية، بما أن الداء يشكل "تحديا مشتركا وخطيرا"، يحتم على دول المجموعة التوصل إلى إجماع "إيجابي" وتقديم الدعم للدول الأخرى لحماية الصحة العالمية. وتعقد قمة مجموعة العشرين بعد يوم من فشل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في المصادقة على مشروع قرار حدد الإطار العام لكيفية مواجهة خطر تفشي وباء كورونا المستجد، بعد أن فرضت المصالح السياسية الضيقة للدول الأعضاء نفسها على موقف يحمل صبغة إنسانية لكون الخطر يهدد كل البشرية في وجودها. يذكر أن الداء حصد أرواح 20 ألف ضحية منذ ظهوره نهاية العام الماضي ومس قرابة 450 ألف شخص منتشرين على 181 دولة، وهي أرقام هائلة من شأنها أن تبعث بالدول الكبرى إلى تغليب المصلحة المشتركة على مصالحها القومية الضيقة.